شدد إبراهيم النعيمي رئيس مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان على ضرورة نشر ثقافة الحوار والقاعات الدراسية وتأهيل الشباب للقاء والتحاور معاً. موضحاً بأن إشراك الإعلام في هذا الحوار أمر ضروري من شأنه تحقيق الأهداف المأمولة لمثل هذه الحوارات. وقال النعيمي في حوار ل«الرياض»: مركز الدوحة يملك قناعة بضرورة الحوار مع أتباع الديانات السماوية الثلاث تجاه القضايا الإنسانية التي تواجه العالم من حروب ومشكلات اقتصادية وإساءة لمعتقدات وديانات الآخرين ورموزهم الدينية، وهذه الأمور من شأنها أن تحتم علينا الجلوس والحوار فيما بيننا. فإلى نص الحوار: ما إيمانكم بمقولة: حوار الأديان؟ - نحن في قطر قد أخذنا قرارنا منذ عام 2003م بأهمية حوار الأديان عندما عقدنا مؤتمر الدوحة الأول لحوار الأديان ودعونا لذلك المؤتمر علماء دين ومفكرين من الديانتين الإسلامية والمسيحية، وفي المؤتمر الثالث عام 2005 أضيفت الديانة اليهودية، وهذا يوضح اهتمام دولة قطر بالحوار بين أتباع الديانات السماوية الثلاث. في عام 2007 وأثناء المؤتمر الخامس تم الإعلان عن تشكيل مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وتم تشكيل المجلس الاستشاري العالمي لهذا المركز. وفي عام 2008 وأثناء مؤتمر الدوحة السادس لحوار الأديان تم افتتاح مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان رسمياً. لدينا في المركز قناعة بضرورة الحوار مع أتباع الديانات السماوية الثلاث تجاه القضايا الإنسانية التي تواجه العالم من حروب ومشكلات اقتصادية إلى إساءة لمعتقدات وديانات الآخرين ورموزهم الدينية.. كل ذلك يحتم علينا الجلوس والاستماع لبعضنا البعض لتفادي المزيد من المشكلات والصراعات. ❊ ماذا يعني لكم أن تنطلق هذه الدعوة من الجزيرة العربية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز؟ - إنها تعني الكثير ... تعني أن أولياء الأمر في دولنا واعون تماماً لأهمية الحوار مع أتباع الديانات الأخرى وهذا ليس بغريب على أولياء الأمر الذين يتخذون القرآن نبراساً، فليس هناك مكان أفضل وأطهر من أرض الجزيرة العربية لتنطلق هذه المبادرة التي تدعو إلى تعزيز العلاقات الدولية وايجاد المجتمع الإنساني الأفضل وتعميق الحوار الجاد والهادف والتأكيد عليه أسلوباً حضارياً للتعاون والتعايش. لا يخفى على أحد أن الجزيرة العربية وأرض العرب عموماً هي مهد الديانات السماوية وأن سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء هو من بنى الكعبة وابنه إسماعيل، هذه الأرض الطيبة معقود عليها الأمل أن تقود البشرية بحكمة ملكها في مجال حوار الأديان ونشر الفضيلة واحترام كرامة البشر والاهتمام بحقوق الإنسان وتعزيز السلام بين شعوب العالم. إنني على قناعة بأن حوار الأديان سيستمر وسيقوى خلال السنوات القليلة القادمة إذا حققنا خططنا التي نأمل من خلالها تأهيل الشباب للقاء والتحاور معاً ومن خلال نشر ثقافة الحوار في قاعات الدرس على مستوى التعليم العام أو الجماعي. كذلك كلما شارك أولياء الأمر في دولنا في هذه اللقاءات وعززوها وشارك فيها علماء الدين والمفكرون والمثقفون وإذا أضيف إلى ذلك اشتراك الإعلام بجميع أجهزته في هذا النشاط فبدون شك سنرى عالماً مختلفاً في المستقبل القريب.