كثيراً ما يتحدث العلماء بل وحتى المثقفون عن هذا الكون؟ عن أبعاده، عن حدوده وما يحتويه، هل يتمدد هذا الكون أم ينكمش؟ إن تمدد الكون أو توسعه هو إحدى الحقائق العلمية التي يجهلها كثير من الناس. وتشير الدراسات الفلكية المعتمدة على تقرير أعمار النجوم وسرعة تباعد المجرات إلى أن الكون بدأ منذ حوالي 15 بليون سنة، حيث كانت كل مكونات الكون متراكمة في حيز بالغ الصغر والضآلة. وفي لحظة الصفر التي أرادها الخالق العظيم بدأت مسيرة الزمان والمكان والطاقة. وهكذا بدأ الكون في أعقاب انفجار هائل شمل كل أجزاء المادة الكونية. ويمكننا أن نتصور مدى عنف هذا الانفجار إذا عرفنا أن كل المادة الكونية الحالية ممثلة في صورة المجرات لا زالت تتباعد عن بعضها البعض بفعل ذلك الانفجار العنيف بسرعات قد تقارب سرعة الضوء !! ومنذ نهاية الستينيات، أصبح الفلكيون متأكدين من أن الكون يتسع بصورة مستمرة، كما تبين لهم أن النجوم والمجرات تتحرك بصورة مستمرة، كما تبين لهم أيضاً أن النجوم والمجرات تتحرك دائماً بسرعات هائلة إلى الخارج ... إلى الأبعاد السحيقة . ويتخيل العالم الفيزيائي البرت اينشتاين سعة هذا الكون، بأنه كون متمدد يتسع لبلايين من السدم والمجرات، وكل سديم يحتوي على مئات الملايين من النجوم. وقد لاحظ الفلكيون من خلال مناظيرهم ودراساتهم علامات تدل على حركات المجرات التي يبدو أنها تتباعد عن مجموعتنا الشمسية بل إنها تتباعد عن بعضها البعض. إن الكون كما يقول العلماء ليس ساكناً، وإنما هو في تمدد مستمر، كما تتمدد فقاعة الصابون أو كما يتمدد البالون !!. ويقول العالم هابل وهو من كبار الفلكيين والباحثين في السدم أن المجموعات النجمية البعيدة تميل إلى الإدبار عنا منها إلى الإقبال علينا. وتتزايد سرعة الإدبار بازدياد أبعاد هذه الجزر الكونية عنا وعن بعضها البعض. وقد جاء في سورة الذاريات، الآية 47 قوله تعالي : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) وهذا يعني أن خالق هذا الكون ومبدعه قد ذكر ذلك وأكده في الآية الكريمة السابقة بأن الكون في تمدد واتساع بقدرته جل جلاله ... إن العلم لا يستطيع أن يقدم لنا إجابة شافية عن السؤال التالي، وهو لماذا وقع الانفجار الهائل أساساً، وهو غيب لا سبيل لمعرفته عن طريق العلم، كما أن مصير هذا وإلى أين ينتهي تمدده لا سبيل لمعرفته، لأنه يقع أيضاً خارج حدود العلم. لقد أراد الله سبحانه وتعالى لهذا الكون أن يكون فكان :" (إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون) سورة يس، الآية 82.