سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس الصيني يتهم 3 قوى بالوقوف وراء الاضطرابات ويعتبر تحقيق «الاستقرار الاجتماعي» في شينجيانغ أولوية بكين تستخدم أسلوب الترغيب والترهيب .. وشكوك حول فتح المساجد لصلاة الجمعة
قال التلفزيون الحكومي الصيني أمس إن الرئيس الصيني هو جين تاو الذي أجبره العنف العرقي في إقليم شينجيانغ على التغيب عن قمة مجموعة الثماني أعلن أن تحقيق الاستقرار الاجتماعي في الإقليم الغني بمصادر الطاقة هو "مهمة ملحة جدا". وتحدث هو عن أعمال الشغب التي وقعت يوم الأحد في اورومتشي عاصمة شينجيانغ وقتل خلالها 156 شخصا وجرح 1080 آخرون عندما هاجمت أقلية مسلمي اليوغور الذين يمثلون نصف سكان شينجيانغ مواطني عرق الهان وهم أغلبية على مستوى الصين كلها ووصفها بأنها "جريمة خطيرة وعنيفة خططتها ونظمتها بدقة (ثلاث قوى) في الداخل والخارج" في إشارة فيما يبدو للمتطرفين الدينيين والانفصاليين والإرهابيين. وقال هو الذي يشغل أيضا منصب الامين العام للحزب الشيوعي الصيني للمكتب السياسي للحزب الأربعاء إن السلطات المحلية يجب أن "تعزل وتوجه ضربة للجماعة الصغيرة" من مثيري الشغب وأن "توحد وتثقف الأغلبية" من اليوغور. واستنكر تشين قانغ المتحدث باسم الخارجية الصينية مطالبة تركيا لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمناقشة سبل إنهاء العنف قائلا إن شينجيانغ شأن داخلي. وانتشر الآلاف من قوات الأمن الصينية في شوارع اورومتشي في استعراض للقوة يهدف إلى السيطرة على العنف العرقي. لكن بعض السكان قلقون من إمكانية تعايش العرقين المتنازعين مرة أخرى.ولا يمكن لبكين أن تقبل ان تفقد سيطرتها على إقليم شينجيانغ الشاسع المتاخم لروسيا ومنغوليا وقازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وافغانستان وباكستان والهند وبه احتياطيات وفيرة من النفط كما انه اكبر منطقة منتجة للغاز الطبيعي في الصين. وقال السكان من عرق الهان إنهم يشعرون بالتهديد بعد أحداث العنف التي وقعت يوم الأحد ورحبوا بالعرض العسكري الذي قامت به الصين بينما طافت الشاحنات التي تحمل الجنود في شوارع عاصمتهم المحلية والتقطوا الصور التذكارية. وقالت امرأة من اليوغور تدعى عديلة "هذا يجعلني أشعر بالخوف وأظن القصد هو هذا...ماالذي يمكن أن نفعله أمام عدد كبير من الجنود؟." ووزعت السلطات منشورات في اورومتشي تحث مثيري الشغب على الاستسلام وإلا واجهوا عقابا قاسيا. وقال لي تشي رئيس الحزب الشيوعي في اورومتشي الأربعاء إنه سيسعى لمعاقبة مثيري الشغب الذين قتلوا الناس في شوارع المدينة المقسمة بين اليوغور والهان بالإعدام. وقالت المنشورات الموزعة إن الذين يسلمون أنفسهم سيعاملون برأفة او ربما يفلتون من العقاب وإن أي شخص يقدم دليلا أو يرشد عن مشتبهين سيحصل على مكافأة وستحميه الشرطة. وقدمت الشرطة خطا ساخنا للاتصال.ويشبه أسلوب الترغيب والترهيب الذي تبنته هذه المنشورات ما فعلته الصين في لاسا عاصمة التبت عندما تحولت المظاهرات إلى العنف في مارس/ آذار من العام الماضي خلال الاستعدادات لدورة الالعاب الأولمبية في بكين. وتقول المنشورات التي علقت على الجدران وكتبت باللغتين الصينية واليوغورية إن من يتسترون أو يحمون "مجرمين" سيتعرضون للعقاب. ويكثر تنفيذ حكم الإعدام في الصين ويطبق حتى على جرائم اقتصادية.وقال أحد المنشورات إن الناس يجب ألا يستخدموا الهواتف المحمولة أو الإنترنت بهدف "خلق وترويج الشائعات أو الاتصال مع الآخرين أو نقل المشكلة أو تكدير الصفو الاجتماعي." وقطعت خدمة الإنترنت في عدة اماكن. ولم يتبين بعد ما إذا كانت المساجد ستفتح اليوم لصلاة الجمعة. وربما أدى فتح المساجد إلى توفير منبر للتعبير عن عدم الرضا وربما أدى إغلاقها إلى إثارة المزيد من الشعور بالضيم. ومر طابور قوات الأمن والعربات المدرعة والشاحنات الذي وصل طوله إلى عدة كيلومترات وهي تبث الدعاية للوحدة العرقية من مكبرات الصوت طوال نحو نصف ساعة في منطقة سايماتشانغ التي يسكنها اليوغور وحيث تظاهرت مئات النساء الثلاثاء.وحلقت طائرات الهليكوبتر على ارتفاع بضعة أمتار من أسطح المنازل وألقت بالمنشورات الدعائية فوق الجموع التي وقفت بالمئات لمشاهدة قوات الأمن التي تمر في المنطقة.وأخذ الجنود الذين يستقلون الشاحنات حاملين بنادقهم ودروع فض الشغب يرددون شعارات داعية للوحدة بينما حملت بعض الشاحنات لافتات مكتوبة بالصينية قالت إحداها "الانفصاليون يجلبون الخراب على البلاد والشعب."وظل إقليم شينجيانغ مرتعا لتوتر عرقي تدعمه فجوة اقتصادية بين اليوغور والهان وقيود تفرضها الحكومة على الدين والثقافة وعلى تدفق المهاجرين الذين أصبحوا اليوم يمثلون غالبية سكان اورومتشي. الى ذلك عادت امس الحياة إلى طبيعتها في شوارع مدينة أورومتشي التي مزقها أعمال شغب في الصين حيث يقوم آلاف من رجال الشرطة شبه العسكرية بدوريات. وكانت الاسواق وأماكن انتظار السيارات مزدحمة أكثر مما كانت عليه الاربعاء حيث دعت الحكومة إلى التزام الهدوء وشددت على أن الحياة في مدينة أورومتشي "تعود إلى طبيعتها" بعد أعمال عنف ذات خلفية عرقية. وتبث قنوات التلفزيون الرسمية الصينية لقطات لعشرات الاشخاص وهم يسيرون في مختلف أنحاء مناطق تسوق رئيسية صباح امس في عاصمة إقليم شينجيانغ أقصى غرب البلاد لكنها تجنبت أيضا نشر لقطات لرجال الشرطة وقوات الجيش في الشوارع.