اختار معهد نوبل هذه الرواية لتكون في المرتبة الأولى في قائمة أفضل عمل أدبي في التاريخ؛ وهي القائمة التي صوّت عليها نخبة من كبار الروائيين عام 2002 من بينهم ميلان كونديرا وسلمان رشدي وجون أرفينج. ولم يأتِ اختيار "دون كيخوت" من فراغ وذلك لأنها ظلت متربعة على عرش الرواية منذ صدورها الأول مطلع القرن السابع عشر وحتى اليوم. مؤلف الرواية هو الأسباني "ميغِل د ثيرفانتس" الجندي المتقاعد الذي اضطرته الحاجة بعد عودته من سجنه في الجزائر إلى كتابة القصص المسلية فكتب الجزء الأول من "دون كيخوت" عام 1605 ثم انتظر حتى العام 1615 لينشر الجزء الثاني منها. وقد نالت الرواية منذ ظهورها الأول نجاحاً في حدود العالم الناطق بالإسبانية. ولم يكتب لها النجاح العالمي إلا بعد صدور ترجمتها الإنجليزية الفاخرة على يد السير جون كاستريت عام 1738. وتصوّر الرواية عالماً ثرياً بالأحداث والمواقف بطلها الفارس "دون كيخوت دِ لا مانتشا" الذي قرر إعادة الحياة إلى عالم الفروسية فامتشق سلاحه وركب حصانه ليحارب طواحين الهواء والأشرار في كل مكان. وكل ذلك بنفس كوميدي ممتع لا يخلو من انتقاد ذكي لواقع الأدب في تلك الحقبة التاريخية ومن سخرية لاذعة بكتب الفروسية التي كانت منتشرة حينذاك. ومع أن مؤلف الرواية يعلن أن هدفه الرئيسي هو انتقاد تلك الكتب إلا أن كمية المتعة التي تتوفر في "دون كيخوت" تجعلها رواية ممتعة ومسلية قبل أي شيء آخر. شخصية "دون كيخوت" دخلت تاريخ الأدب كواحدة من أكثر الشخصيات الروائية شهرة ونجاحاً.. وإثارة للجدل. فهي شخصية لرجل غني مهووس بقراءة روايات الفروسية يقرر فجأة ضرورة إعادة زمن الفروسية ويتوهم بأنه الفارس المنتظر الذي سيعيد بطولات الفرسان الذين سبقوه. وهكذا يغوص في وهمه ويتصور أن كل ما يراه له علاقة بعالم الفروسية الذي يتخيله فتتحول طواحين الهواء أمامه إلى تنانين عملاقة وتنقلب المواخير الوضيعة إلى قصور عظيمة تضم فتيات جميلات ينتظرن منه أن يحررهن من قيد الأسر.