يوم أمس الأول الاثنين، كان يوماً مشهوداً في ذاكرة أبناء الحرس الوطني في لقائهم بصاحب السمو المكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية حيث التقى سموه بقيادات الحرس الوطني وأركاناته و(أمراء الأفواج ووكلائهم) وما بين الأقواس هو ما يهمني التعليق عليه بوصفي ممن يحمل شرف الانتماء إليه عملاً، وتعاملاً منذ أن تفتحت أعيننا على مدارك الحياة. في هذا اللقاء مع سمو نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية كان استهلاله ما تفضل به سموه بنقل تحيات الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه. من هنا كانت كلمات سمو الأمير متعب بن عبدالله تعكس حميمية الأخوة المفعمة بمشاعر الأبوة من القائد الكبير وسموه الكريم يجسد بكلماته الرفيعة مهارة القيادة وريادة سموه في إدارة القيادة بكل أدواتها الحديثة مع استلهام كبير لإرث الحرس الوطني وتقاليده العريقة، بكل قيمه وقيمته الوطنية التي يدركها الجميع حيث تكاملت منظومة الحرس الوطني كمؤسسة حضارية فاعلة ومؤثرة في ترسيخ التنمية المستدامة، طبياً وأكاديمياً وتعليمياً، فضلاً عن دوره المعروف في التأهيل والتدريب العسكري وفق أرقى مدارسه في العالم. لم يكن سمو نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية في ذلك اللقاء يتحدث إلى أسماعنا بقدر ما كانت تصغى إليه قلوبنا لأن حديث سموه كان فعلاً من القلب إلى القلب. رغم تلقائية حديثه كقائد محنك كان ترتيب التناول يتصف بالأمانة والشفافية القيادية وسموه الكريم بكل وفاء الكبار وسخاء مروءتهم يشير بكثير من التقدير والعرفان لمرحلة الأباء من رجال الحرس الوطني ما يعزز رسالة الأبناء في قيادة المرحلة الجديدة ويعمق (شعور الدافعية) في العطاء كما هي توصيفات الإدارة الحديثة، وقد تجلت قمة الوفاء وقيمته سمو نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية يزف للحضور ما تفضل به الرجل الكبير خادم الحرمين الشريفين بتعيين معالي الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري نائباً مساعداً لرئيس الحرس الوطني، مكان والده معالي الشيخ عبدالعزيز التويجري، رحمه الله، أحد رموز الحرس الوطني ورجاله الفاعلين على مدى ما يقارب نصف قرن من الزمان. إنني أتحاشى هنا وبكثير من الحذر الدخول في مبالغة الثناء لأن سموه أكبر من ذلك، ومن جانبي لا نضيف شيئاً على ما نعتز به من محبة وولاء للقيادة والوطن.. وأود تأكيد أن ما سبق هو شعور جميع الزملاء أمراء الأفواج ووكلائهم بعد نهاية اللقاء الرائع والجميل تماماً كما هي مشاعر الجميع في لقاءاتهم السابقة مع مؤسس الحرس الوطني خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أطال الله لنا في عمره وأبقاه. وبجهد يذكر دائماً ويشكر للرجل الثاني والباني الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني. نعم يشهد الله بثناء وشعور جميع الزملاء بعد نهاية اللقاء في اجتماع على توارث الصفات النبيلة بين الآباء والأبناء يضاف إليه توارث مهارات القيادة والريادة، كما هي دائماً وأبداً في رموز قيادتنا الرشيدة. حقيقة الأمر لا غرابة في ذلك وسموه الكريم من مدرسة القائد الكبير في مبادئ التربية والرجولة وكل قيم النبل والفضائل الجميلة وهو تتلمذ وتدرج في مراحل حياته الوظيفية في مدرسة القائدة الكبير مؤسس وباني نهضة الحرس الوطني الحديثة وسموه الكريم يجمع بين الحسنيين الأبوة التربوية والأبوة القيادية. ويشر المرء باعتزاز كبير أن ينتمي إلى الحرس الوطني انتماء روحياً ومهنياً (وتوريثاً أبوياً) نتناقله بكل فخر واعتزاز مجايلة بين الآباء والأخوة والأبناء. * أمير الفوج الخامس بالحرس الوطني