في إطار التعاون بين المركز الثقافي الإسلامي في لندن وجمعية فورورد النسائية لتوعية المرأة والأسرة نظم الجانبان يوم الإثنين الماضي ندوة مشتركة في جامعة متروبوليتان عن بعض القضايا الاجتماعية التي تهم الجاليات في بريطانيا والمجتمعات المهاجرة في الغرب وقد ركز المتحدثون خلال الندوة على قضايا العنف الأسري وتوعية المرأة بالحقوق والواجبات الأسرية. وعالج المتحدثون أيضا بعض القضايا التربوية ودافعت الندوة عن النظام الاجتماعي في الإسلام. وشهدت الندوة ورقة عمل لمدير المركز الإسلامي بلندن الدكتور أحمد بن محمد الدبيان بعنوان ( العنف بسبب الشرف أهو قانون أم تقاليد ؟ ) تناول فيها العنف المنطلق من بواعث المحافظة على الشرف وأسبابه، مشيراً إلى أهمية ذلك الموضوع كونه يمس بناء الأسرة وأمنها، ويتعلق بمستقبل الأطفال وحقوق الإنسان وأخلاق المجتمع. وأكد الدبيّان أن القتل الذي يمارس خارج سلطة الدولة، وقرارات المحاكم المختصة هو جريمة شرعاً وقانوناً، موضحاً أن هناك تناقضاً في التفكير لدى بعض المجتمعات يجعلها تعتبر المرأة رمز الشرف والكرامة وفي الوقت نفسه تعاملها بعنف وقسوة صارمة. واشار إلى أن المجتمعات الإسلامية بصورة عامة ومنها الأقليات في الغرب تعاني من ظاهرة خلط العادات الاجتماعية والتقاليد القبلية بالدين ومزج الخليط الناتج عنهما، وأن هذه الممارسات وما يشبهها مرتبطة بالعادات وليس بالدين ومتغلغلة في مشاعر ووجدان الناس في هذه المجتمعات وهذا ما يوضح لنا حجم المشكلة وأنها كبيرة جداً. واضاف" هذا يكرس الحقيقة التالية وهي أن الوعي الإسلامي في داخل المجتمعات المسلمة نفسها ضعيف جداً، كما أنه يكرس بصورة أكبر دور المؤسسات المدنية وفي طليعتها المؤسسات الإسلامية لخدمة المجتمع وبيان موقف الإسلام من هذا الخلط بين التقاليد والدين". ورأى الدبيان أن شرح الإسلام بصورة صحيحة للمجتمعات المسلمة " خاصة في الغرب" هو العلاج الجيّد لوقف مثل هذه الممارسات الخاطئة التي تجيّر إلى الدين الإسلامي بالخطأ، مشدداً على أن النظام الإسلامي نأى بنفسه عن أي طبقيّة في المجتمع، ووضع الناس جميعاً على قدم المساواة، في حين أنه لا يزال بعض الناس حتى الآن يمارس تحيزاً داخل المجتمعات المسلمة في شرق العالم وغربه ويصنف المجتمع إلى طبقات. وأكد أن الإسلام ينظر إلى تطبيق العقوبات على أنه حق للدولة ومؤسساتها المختصة، وليس حقاً للأفراد في المجتمع، وإلا اصبحت المجتمعات فوضى لا نظام لها، كما أنها تخالف نظام الشريعة السمحة التي تقوم على نظام متكامل، ولاتجيز فرض القتل عقوبة دائماً. وناقشت الندوة أيضا عدداً من الموضوعات المتعلقة بحقوق المرأة وقوانين الأسرة في الإسلام، وقضايا الزواج والجنس، علاوة على موضوع عقد النكاح والمتطلبات اللازمة لإكماله في بريطانيا، وتنظيم الأسرة. كما تطرقت الندوة إلى موضوعات العنف الأسري بين الجاليات المسلمة في بريطانيا، والقضايا والتحديات التي تواجههم، بالإضافة إلى موضوع ختان الإناث وصحة المرأة، من خلال البحوث والدراسات العلمية التي اعتنت بذلك. الجدير بالذكر ان الندوة حظيت بمتابعة من عدد كبير من الجمعيات التي تهتم بالخدمة الاجتماعية وبعض الباحثين والمهتمين بقضايا الأسرة والمجتمع ومشكلات الأقليات.