عملية البلع عملية معقدة، فهناك توجيه لعشرات العضلات على البدء في العمل بتناغم لتنسيق أداء عمليات مقطعية متعاقبة من الانقباض والانبساط، كي يتم دفع الطعام من الفم إلى الحلق، ثم دفعه على طول المريء، وصولاً إلى المعدة. وتنقسم صعوبة البلع إلى نوعين رئيسيين. ٭ صعوبات البلع في المريء وهي الأكثر شيوعاً، حين يحس المريض بأن لقمة الطعام، أو جرعة الماء، ملتصقة أو عالقة فيما تحت الحلق أو في الصدر. والأسباب الأكثر انتشاراً لصعوبة البلع في المريء تشمل: اضطراب العضلة العاصرة السفلية للمريء. وذلك حينما لا تتمكن حلقة العضلة السفلية لآخر المريء من الارتخاء لحظة وصول اللقمة إليها. وهذا الارتخاء في هذا الجزء أساسي لدخول لقمة الطعام إلى المعدة. ولذا فإن تشنج وتقلص هذه العضلة، أو ضعفها عن إتمام الارتخاء، يُؤدي إلى تراكم الأكل والشراب في أسفل المريء، وعدم دخوله إلى المعدة. وهو الأمر الذي يُؤدي إلى الشعور بأن ثمة شيء ما عالق في الصدر، وإلى ترجيع أجزاء من الطعام إلى الحلق من آن لأخر، وربما القيء. التقدم في العمر. يفقد المريء تماسك وقوة عضلاته بمرور الزمن، أو يفقد تناغم وتنسيق ارتخاء وانقباض حركات الحلقات العضلية. ومن الطبيعي أن يُؤثر هذا الضعف إلى درجة عدم إتمام عملية البلع، ما يتطلب إجراء الفحوصات لكل منْ يشكو من صعوبة في البلع من المسنين. تقلص المريء: نتيجة لوجود تقلصات وانقباضات في مقاطع واسعة من المريء، ووجود ضغط عضلي عال في مناطق من المريء ، مع عدم تناغم وتناسق لإتمام عملية البلع. وقد تحصل التقلصات في أوقات دون أخرى، وقد تكون ثمة عوامل تُثيرها في أحوال معينة , كحدوث تسريب من عصارات المعدة الحمضية إلى المريء ويتسبب في صعوبات البلع وصدور أصوات كالقرقرة ويتجمع الطعام في المريء وتظهر رائحة كريهة للفم والنفس والسعال المتكرر وغيره. وقد يحصل هذا لدى البعض عند التقدم في العمر. تضيق المريء: ينشأ بسبب تكون أنسجة ليفية قوية تتسبب في تكوين أجزاء ضيقة لا ترتخي. والألياف عادة جامدة وليست مرنة كالعضلات. وثمة أسباب لنمو أنسجة ليفية في المريء، أهمها حصول التهابات مزمنة بفعل ترجيع أحماض المعدة إلى المريء، حيث لايتحمل دخول الأحماض إليه من المعدة، وبالتالي تحصل التهابات حارقة، يقوم المريء على إثرها بتكوين أنسجة ضامة. وكذلك الحال في تكوين أنسجة ليفية نتيجة وجود ورم سرطاني. ورم سرطاني في المريء. وكتلة الورم السرطاني النامية في المريء، تُؤدي إلى ظهور صعوبات متدرجة في البلع، ففي البدء يصعب تناول لقمة من الطعام الجامد، لتصل الأمور إلى صعوبة مرور السوائل. وجود جسم غريب في المريء. وربما يحصل أن يبلع شخص ما قطعة كبيرة نسبياً وغير ممضوغة بشكل جيد من اللحم أو الخبز أو الفواكه. أو أن يبلع بطريق الخطأ شيئاً صلباً. وتعلق هذه الأشياء إما في الحلق أو في المريء. وكبار السن ممن لديهم تركيبات غير ثابتة في الأسنان، يجدون صعوبة في مضغ قطع اللحم أو غيره من الطعام، ما يُؤدي إلى نفس المشكلة. والأطفال ربما يلتقطون أشياء صغيره ، كالعملة المعدنية أو الألعاب الصغيرة أو إبر المشابك، أو يُعطون بطريق الخطأ قطعاً من الأطعمة يبتلعونها دون مضغ،. مما يجعل تلك الأشياء تعلق إما في الحلق أو المريء. صعوبات البلع في الفم والبلعوم وتنشأ صعوبات في البلع نتيجة لتأثر العضلات التي تدفع الطعام إلى المريء، أي شلل في أحد أو مجموعة من تلك العضلات. وتنشأ مضاعفات مثل اختناق الشرقة أو الشرقة بالطعام، أو السعال أو التهابات الرئة نتيجة لدخول أجزاء من الطعام إلى الجهاز التنفسي وهي صعوبات تنشأ غالبا نتيجة لحصول اضطرابات أمراض عصبية. صعوبات البلع غير المبررة من الناس منْ يُعاني من نوبات صعوبة البلع التي لا سبب عضوي لها أي ليست نتيجة لأي تغيرات في عمل العضلات أو الأعصاب أو غيرها كالشعور بوجود شيء ما في الحلق. شعور البعض بأن ثمة جسماً غريباً أو كتلة في الحلق، و في الحقيقة لا يُوجد أي شيء في الحلق. ويُؤدي التوتر النفسي إلى تفاقم هذه المشكلة واستمرارها. وغالباً ما يزول هذا الشعور بزوال العامل النفسي. قسم المناظير