انخفضت في الآونة الأخيرة أسعار الدروس الخصوصية لتواكب موجة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها معظم دول العالم، هذا الانخفاض الذي وصل إلى 15% عمّا كان عليه السعر سابقاً لا يزال يشكل للكثير من الأسر عبئاً مالياً يثقل كاهلهم. حيث إن الطلاب في المملكة يدفعون كل عام دراسي ما يقارب (70) مليون ريال سعودي استناداً على آخر إحصائية في العام الماضي والتي تشير إلى أن 20- 30% من طلاب المدارس والبالغ عددهم خمسة ملايين طالب يحرصون على تطوير مهاراتهم بالدروس الخصوصية ، ونتيجة للازمة المالية التي عصفت بالكثير من الأسر فإن هذا المبلغ قد يقل بمبلغ عشرة ملايين ريال ويتوقع أن ينخفض ما تنفقه الأسر السعودية على هذا النوع من التعليم ليصبح مبلغاً لا يتجاوز 60 مليون ريال خلال هذا العام . و يتراوح معدل الإنفاق الشهري لبعض الأسر مقابل الحصول على الدروس الخصوصية مبلغاً يتراوح بين ( 1000- 4000) ريال. ولعل طلاب المرحلة الثانوية هم أكثر الحريصين على هذه الدروس يليهم طلاب المرحلة الابتدائية ثم المتوسطة. وتجد أن طلاب الصف الثالث ثانوي يشكلون الأغلبية في الحرص عليها، فتجد طلاب هذه المرحلة سواء متفوقين دراسياً أو عكس ذلك يجلبون هؤلاء المعلمين خوفاً من فقدان الدرجات التي قد تؤثر على معدل درجاتهم، الأمر لم يقتصر على طلاب هذه المراحل بل امتد إلى طلاب التعليم العالي في الجامعات والكليات السعودية وهم بالفعل خارج حسابات الإحصائية . بداية أوضح الأستاذ بندر سعد الشدي مدير أحد مجاميع التقوية أن الوزارة حرصت على تخفيف العبء المادي الذي يثقل كاهل أبنائها الذين يحتاجون لتطوير مهاراتهم ويقومون استيعابهم للمناهج الدراسية عن طريق مراكز الخدمات التربوية (مجاميع التقوية) وذلك بأسعار مناسبة تقدر ب 150,120) ريال للمنهج الدراسي الواحد من خلال أربعة أسابيع ومعدل (12) حصة دراسية،. مؤكداً أن الفرق شاسع بين المعلمين الخصوصيين وبين ما يقدم في هذه المجاميع من الناحية المادية أو العلمية. وأردف الأستاذ عبدالعزيز القميزي أن الدروس الخصوصية ضرورية لبعض التلاميذ الضعفاء دراسياً والذين يحتاجون لمثل هذه الدروس التي تقوي استيعابهم لبعض المناهج الدراسية، مؤكداً أن كل معلم يؤدي رسالته بأمانة وإخلاص ولكن بعض الطلاب يرجع لمثل هذه الدروس لأنه لا يقوم بمراجعة الدروس التي يقدمها له المعلم في قاعة التدريس. وزاد الأستاذ سليمان الفايز أن الضغوط النفسية من الاختبارات والتي يعاني منها بعض الطلاب تجبرهم على الاستعانة بمعلمين ودروس خاصة حتى وإن كانوا لا يحتاجون لذلك لأن الهدف هو النجاح والخوف من قلة التحصيل. مبيناً أن أكثر معلمي الخصوصي هم من الجنسيات العربية وأن المعلمين المواطنين الذين يعطون دروساً خصوصية لا يمثلون إلا نسبة قليلة وأغلبهم ممن يعملون في المدارس الأهلية. دفعت أكثر من 5000ريال وفي جانب الطلاب تقول الطالبة سارة حمود العصيمي بالصف الثالث طبيعي إنها حرصت على الدروس الخصوصية في هذه المرحلة كونها تؤثر تأثيراً كبيراً في تحديد المستقبل وخاصة القسم العلمي التي أغلب المواد فيه كالرياضيات واللغة الإنجليزية والكيمياء والفيزياء مؤثرة في المعدل وتحتاج لدراسة جيدة. كاشفة أنها دفعت في هذا الترم مبلغ خمسة آلاف ريال نظير هذه الدروس. التقوية بالمدرسة أفضل ويشير الطالب مشعل ناصر الشينان إلى أن المدرسة وفرت لهم هذه الدروس عن طريق مجاميع التقوية والتي تقل بكثير عن سعر المعلم الخصوصي وأكثر فائدة كون المعلم الذي يقدم هذه الدروس يخضع لإشراف المدرسة.