لقد أطبقت علينا السموم وأحاطت بنا الأجواء المشبعة بالتلوث وتغلغلت في جنباتنا الجراثيم والأمراض، ولم يعد هناك مكان لأجواء صحية فتصاعدت الأبخرة والغازات السامة التي أفسدت صفاءنا ونقاءنا وكل ذلك بسبب العادات الضارة وفي مقدمتها التدخين الذي يحتل المرتبة الأولى في إفساد البيئة على مرأى ومسمع من المجتمع الذي يقف عاجزاً عن محاصرته فقد انتشر انتشار النار في الهشيم فكان العبء الأكبر والمسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين التي اختارت شعاراً جديداً يحمل اسم (نقاء) في سعيها لتنقية البيئة من تلك السموم وقد انفردت بالتميز في العطاء والطرح والتخطيط والتنفيذ فهي لا تعمل على الحد من ظاهرة التدخين فحسب بل تعمل على اقتلاعها من جذورها وتعمل على تصفية وتنقية البيئة من جميع آثارها الضارة فهي تعمل على محورين مهمين المحور الأول تشخيص الداء وأسبابه والطرق السليمة لمعالجته معالجة فعالة تقضي عليه من جذوره والمحور الثاني تصفية ونقاء البيئة من جميع ما يفسدها، ونقاء بذلك تضع حلولاً عملية للحد من هذه الظاهرة لإيمانها بأن تنقية هواء المدن والبيئة من التدخين يساهم في تقليل الأمراض الناتجة عنه وهو ما أكدته دراسة أمريكية حينما أشارت إلى أن تنقية هواء المدن الملوث على مدى عقدين من الزمان، زاد بنحو خمسة أشهر من عمر الفرد الأمريكي في المتوسط. وقال فريق من الباحثين في جامعة بريغهام يانغ وفي كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، ان متوسط العمر في الولاياتالمتحدة قد ازداد عموماً بين عامي 1978 و2001 إلى 77 سنة، منها 4.8 أشهر يمكن إرجاعها إلى الهواء النقي الذي قلت فيه كميات الدقائق الصغيرة جداً العالقة في الجو. والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية. ويتكون هذا الخليط من ذرات الغبار، والسخام، ومختلف المواد الكيميائية الأخرى. وفي الدراسة التي نشرت في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» وظف الباحثون البيانات الحكومية حول التلوث بهدف تحديد تركيز الدقائق الصغيرة التي تنفثها المصانع والسيارات إلى الجو في 51 مدينة أمريكية على مدة عقدين. ثم قارنوا التغيرات التي حصلت في الجو، مع بيانات عن أعداد الوفيات خلال نفس الفترة، بعد أن أخذوا في عين الاعتبار عدداً من العوامل الأخرى المؤثرة على طول العمر، مثل عادات التدخين، الدخل المادي، التعليم، والهجرة الداخلية. وقد ظهر أن تركيز خليط الدقائق الصغيرة العالقة في الجو قد هبط من 21 ميكروغراماً إلى 14 ميكروغراماً لكل متر مكعب في المدن المدروسة. وفي نفس الفترة زاد متوسط طول عمر الفرد 2.72 سنة. وقال أردين بوب الباحث الثالث في علم الأوبئة في جامعة بريغهام يانغ إن «مجموعات السكان التي حصل في أجوائها انخفاضاً أكبر في التلوث، سجلت زيادة أكبر في طول العمر» وفقاً لوكالة أسوشييتد برس. وهكذا تستمد نقاء اسمها من نقاء البيئة للإبقاء على حياة الإنسان على فطرته التي خلقه الله عليها تحقيقاً لقول الله عز وجل (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جمعياً) * المدير التنفيذي لجمعية مكافحة التدخين