يلقي اليوم الاثنين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خطابا هاما في ضاحية فرساي أمام مجلسي النواب والشيوخ يتعرض فيه لمجمل القضايا والمشاكل المطروحة في البلاد وسبل معالجتها. وهي المرة الأولى التي يتوجه فيها رئيس الدولة إلى البرلمان بموجب تعديل جديد طرأ على الدستور الفرنسي. ومن المواضيع التي سيتطرق إليها ساركوزي في خطابه والتي تهم إلى حد كبير حياة الجالية الإسلامية الفرنسية -الجدل الحاد الجديد حول البرقع-. وقد أثاره قرابة ستين عضوا في مجلس النواب ينتمي أغلبهم إلى الحزب الحاكم. فقد قدم هؤلاء يوم التاسع من الشهر الجاري مقترحا يدعو لتشكيل لجنة تحقيق برلمانية حول وضع البرقع من قبل النساء المسلمات في فرنسا والعمل على سن قانون لمنعه باسم الدفاع عن حرية المرأة المسلمة وعن مبادئ العلمانية التي يقوم عليها النظام الجمهوري الفرنسي. ونددت أغلب المنظمات والمؤسسات الإسلامية في فرنسا بالمقترح واعتبرته سلوكا جديدا غير مسؤول يندرج في إطار عمليات التحامل على الإسلام والمسلمين وبخاصة وأن النساء اللائي يضعن البرقع في فرنسا قليلات جدا. ولذلك فإن المجلس الوطني للديانة الإسلامية الذي يترأسه محمد الموساوي ناشد قبل يومين الرئيس الفرنسي عدم الاستجابة للمتحاملين على الإسلام والمسلمين من خلال المقترح الجديد. وأبدى المجلس اعتراضه الكلي على مبدأ إنشاء لجنة تحقيق برلمانية للبحث في سبل منع وضع البرقع من قبل النساء المسلمات في فرنسا باسم الدفاع عن الحريات الفردية التي يضمنها النظام الجمهوري الفرنسي.