الخبر: الجمهور المصري ينشئ تجمعاً بعنوان "يا خسارتك يا منى" احتجاجاً على فيلم منى زكي الجديد! تعليق: منذ انتشار أخبار الفيلم المصري الجديد (احكي يا شهرزاد) للمخرج يسري نصر الله، وعرض المقطع الدعائي الخاص بالفيلم، والجمهور المصري، والعربي عموماً، يشن حملة على بطلة الفيلم الممثلة منى زكي، عازفين على نغمة "الفضائح" المعهودة، بل وتعدى ذلك أن أدعى البعض بأنها أدت مشاهد تعر ساخنة على طريقة أفلام البورنو، وهو ما نقل منى زكي وحولها في اليومين الماضيين من رمز للبراءة والملائكية في السينما المصرية إلى فنانة إغراء وشخلعة "كيدا حتة وحدة"!. وصاح بعض هؤلاء وتباكى: "يا خسارة منى زكي تحولت إلى نجمة إغراء". وعلق البعض "إحنا ناقصين". بل وتعدى الأمر إلى إنشاء تجمع اسمه (يا خسارتك يا منى) على موقع الفيس بوك الشهير، كل هذا والفنانة منى زكي تطبق بصمت "تحسد عليه" في موقف "لا تحسد عليه". ولكن يبدو أن السيل بلغ الزبى من جهة، ومن أخرى لا بد من التعليق ومواجهة الجمهور الذي هو رأسمال الفنان الحقيقي، ولأن الصمت ربما يشكل إدانة، فكان الخروج إلى العلن والتصريح أمرا لا مفر منه. إذن، قالت منى زكي كلمتها، وقالت انها لم تناد ب"سينما نظيفة"، بل إن هذا المصطلح غير موجود أصلاً، وقد أصابت، لكن هل ستعي تلك الأصوات التي أدانتها وأنزلتها من أعلى عليين إلى أسفل سافلين تلك الحقيقة؟ أم ربما ستلصق بها تهمة أخرى وهي الدعوة إلى "السينما المش نظيفة". على العموم، يقول المثل: الجواب يبان من عنوانه، فهذا الفيلم يقف خلفه مخرج هو أكثر المخرجين المصريين التزاماً بالسينما الواعية، التي تلامس حياة الناس، والأقرب "شكلاً" إلى السينما الحقيقية، وهو المخرج يسري نصر الله صاحب ملحمة (باب الشمس) التي تحكي فصولاً من معاناة الشعب الفلسطيني طوال مرحلة نضاله ضد الاحتلال، وكذلك فيلمه الجميل (جنينة الأسماك) الذي قدمه العام الماضي، ويعود الآن في (احكي يا شهرزاد) ليتعاون فيه مع واحد من أكبر كتاب السيناريو وحيد حامد، إذن، مع كل هذه المؤشرات نجد أن منى زكي لا تلام إذا أقدمت على هذه الخطوة التي ربما تشكل لها دفعة قوية في المجال الذي اختارته وهو التمثيل السينمائي، وليس غريباً إذا عدنا لتصريحها الأخير، بعد فترة الصمت وقرأنا أن سبب غيابها عن السينما في العامين الماضيين لم يكن إلا فترة إعداد لمرحلة مستقبلية، تفرغت فيها لمشاهدة الأفلام السينمائية والقراءة، وحصلت على دورات في أمريكا، لتزيد من ثقتها بنفسها وتقف على أرض صلبة. ويحق لنا أن نتساءل أين بقية الفنانين الموقرين من ذلك؟ وبعد كل هذا، هل تستحق منى زكي كل هذا الهجوم ومحاولات القطيعة أم تستحق الثناء.. والاقتداء؟.