لعل أبرز ما سيبقى للملك فهد رحمه الله في ذاكرة العالم أجمع أمره بإنشاء مجمع لطباعة المصحف الكريم، فما الذي فعله ابن عبدالعزيز؟ فقط، أمر بإنشاء ذلك المجمع لإخراج المصحف في أفضل حلة.. تمكن قارئ القرآن من لفظه لفظاً صحيحاً.. أكرر (أفضل حلة تمكن قارئ القرآن من لفظه لفظاً صحيحاً) وقد حشد لهذا المشروع آلاف المتخصصين من العلماء والفنيين والتقنيين. هذا هو القرآن الكريم الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه من كتابات وحفظ الصحابة الذين عينهم نبينا كتاباً للوحي وهو أحدهم، حيث كان لا يقبل كتابة أو آية إلا بشهادة شاهدين، ولأول مرة يبدأ البشر بحفظ كتاب عن ظهر قلب.. حتى أن النبي عليه السلام أرسل سبعين منهم لتعليم حيين فقط من العرب، بالإضافة أيضاً إلى أن الصحابة كانوا يتلون آيات القرآن في اليوم والليلة أكثر من سبع عشرة مرة في الصلاة، فضلاً عن تلاوتهم في مساجدهم وأسواقهم وطرقاتهم ومنازلهم بشكل لم يحدث لأي كتاب في الدنيا قبله ولا بعده خاصة في رمضان. هناك من يتلوه مرة في الشهر، وهناك من يتلوه في أسبوع، وهناك من أراد أن يتلوه في أقل من ثلاثة أيام.. يقول عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: (يا رسول الله في كم اقرأ القرآن؟ قال: أقرأه في كل شهر. قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك؟ قال: اقرأة في خمس وعشرين. قلت: أني أقوى على أكثر من ذلك؟ قال: أقرأه في عشرين. قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك؟ قال: اقرأه في خمس عشرة. قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك؟ قال: اقرأه في سبع. قلت: إني أقوى على أكثر من ذلك؟ قال عليه السلام: لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث - أحمد 2 - 165 بسند صحيح) بهذا التداول المذهل تم حفظ القرآن في الصدور والسطور، إن حرص أبي بكر على حفظ القرآن في مصحف رسمي واحد متفق عليه وموثق، واستبعاد المصاحف الفردية الأخرى التي قد تحتوي هوامش وتعليقات وتفاسير، جعلك تجوب الأرض فلا ترى إلا مصحفاً واحداً، ثم استلمه عمر رضي الله عنه ثم عثمان فقام رضي الله عنه بعمل يوازي عمل أبي بكر، حيث أمر بنسخ المصحف الرسمي، وتوزيعه على كل إقليم من الأقاليم، وأصدر أمراً بإحراق ما عداه في المصاحف الفردية، ولذا سمي المصحف العثماني، لكن ما: قصة الملك جيمس شاب إنجليزي ذكي اسمه وليم تندال يجيد عدة لغات ويحب أمته، ويتمنى أن يخدمهما بأي شيء، فقرر أن يترجم كتابها الأول للإنجليزية لعدم وجود ترجمة آنذاك، فقام بجمع نسخ من عدة لغات، وقام بالترجمة، وعندما انتهى من ذلك سلمه لرجال الدين منتظراً أن تحل عليه البركة، وأن تنعم عليه بشيء من نعيم الجنة، فعقدوا اجتماعاً لدراسة الترجمة وتكريمه، لكنهم بعد ان انتهوا من القراءة واستشاطوا غضباً منها واعتبروها ترجمة محرفة ومزيفة، فعقدوا اجتماعاً آخر، لا لتعديل النص المترجم، بل للحكم بإعدام وليم تندال بطريقة شنيعة تعادل جرمه وتزويره، فتم تقييده، ثم رفعه، ثم إجلاسه على الخازوق، والخازوق يا ساده يا كرام، عمود دقيق وطويل، ورأسه كالإبره. أجلس عليه تندال فاخترق اسفل جسده ممزقاً احشاءه مروراً بالقصبة الهوائية والمريء والحلق حتى خرج رأس الخازوق من قمة رأسه محطماً جمجمته. وتمر , ويحكم إنجلترا ملك مخلص يقال له جيمس، ويأمر بترجمة الكتاب المقدس، فيعود رجال الدين للبحث عن ترجمة، فلا يجدون أقرب من نسخة تندال، فيعتمدونها، ويتوارثها الإنجليز حتى اليوم، وتصبح هي الأساس للترجمة العربية. وتمر الأعوام والقرون ويولد محمد أركون، ويدعي أنه يدرس الكتب المقدسة، لكنه يسكت عن كتب القوم ويتجاهل مأساة تندال وأعظم منها، ولا يشير إليها من قريب ولا بعيد، ويسلطه غباؤه على القرآن فقط، بل ويشتم عثمان ويتهمه ويبدأ بالبحث عن كل شبه المستشرقين الحاقدين الفاسدة ثم ينتقد منهجهم (للتمويه) وحتى لا يقال إنه ينقل منهم ثم ينقل شبههم ويحشرها لتشكل كتبه، ولكن بعد أن يضيف إليها مصطلحات حديثة تخفيف البلهاء عندنا ك(السوكلائية، الفولوجيا، الأركيولوجيا، السيميائية، الألسنية.... الخ).