أشهر قليلة وتدخل منظومة المستشفيات الجامعية التي تعد أحد مرتكزات القطاع الصحي بالمملكة مرحلة جديدة ونقلة نوعية وذلك عندما يتم افتتاح وتشغيل مستشفى طب الأسنان الجامعي بكلية طب الأسنان التابع لجامعة الملك سعود في الرياض كأول مرفق صحي من نوعه على مستوى المنطقة سواء في مجال السعة السريرية أو الخدمات الصحية التخصصية والدقيقة التي يقدمها لمحتاجيها من المواطنين. وضم المستشفى نحو 570 عيادة طب أسنان ويشمل 40 سرير مقسمه بين الرجال والنساء والأطفال ويعمل على علاج الحالات المعقدة المحولة من مختلف مستشفيات المملكة على مستوى الرعاية الصحية كما يعمل كمركز لتدريب أطباء الأسنان في التخصصات العامة والدقيقة. ولإلقاء الضوء على هذا المشروع الحيوي، وإلقاء إطلالة على هذا الصرح الطبي النموذجي الذي خطط له لأن يكون على طراز حديث من التجهيز والمعدات والبناء.. التقت (الرياض) الأستاذ الدكتور عبدالله بن سعد اليحيى - عميد كلية طب الاسنان بجامعة الملك سعود بالرياض فكان الحوار التالي: *كيف انطلقت فكرة تأسيس مستشفى متخصص في طب الأسنان؟ - تشهد خدمات طب الأسنان حالياً إقبالاً متزايداً وطلباً كبيراً وفي المقابل لا تفي المستشفيات والمراكز الصحية بالحاجة، وبقاء المرافق الحكومية مثلا على 10 عيادات لقسم الأسنان لن يحقق الدور المطلوب، وبالتالي نجد حاليا الاعتماد على القطاع الخاص أكثر من الحكومي في خدمات طب الأسنان التي تحتاجها كافة شرائح المجتمع، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 95% من أفراد المجتمع يعانون من التسوس، كما أن طب الأسنان لا يقتصر العلاج فيه على جلسة واحده فقط بل هو إجراء جراحي ويحتاج الطبيب لنصف ساعة من الوقت على اقل تقدير وقد يكون فيه تخدير للمريض. ومن هنا تجد أن استيعاب العيادات قليل جدا، وكلية طب الأسنان مطالبة بتقديم خدمة مميزة، أما العيادات الموجودة حالياً بكلية طب الأسنان فهذه عيادات يتدرب بها الطلاب وأطباء التخرج بالسنة التدريبية وأوقات محدودة يقوم أعضاء هيئة التدريس لا تزيد عن يوم ونصف في الأسبوع يقدمون الخدمة، فهنا الجزء الخدمي وهو الهدف الثاني من وجود الكلية وبالتالي لا بد من وجود مستشفى متخصص يشمل عيادات كافية وكوادر مختصة من المتفرغين ومشاركتهم بالتدريب. { ما هو حجم المستشفى من حيث عدد العيادات والسعة السريرية وكيف ستكون آلية عمله؟ - سيكون هذا المستشفى بمشيئة الله مرجعياً للحالات الصعبة وتوجهنا ان يضم نحو 570 عيادة طب أسنان منها 300 عيادة للتدريب لطلاب طب الأسنان، وأطباء الزمالة والامتياز والدراسات العليا وهناك 200 عيادة للأطباء المتفرغين وأعضاء هيئة التدريس، ويشمل 40 سريراً مقسمه بين الرجال والنساء والأطفال الذين يحتاجون للتخدير العام وهي عمليات يوم واحد في 30 غرفة وبالتالي المستشفى سيعمل على علاج الحالات المعقدة المحولة من مختلف مستشفيات المملكة على مستوى الرعاية الصحية مثل حالات كسور الأسنان والإصابات الناتجة عن الحوادث والحالات الجراحية لكسور وإصابات الوجه والفكين. كما يعمل كمركز لتدريب أطباء الأسنان في التخصصات العامة والدقيقة. { وهل لديكم تواصل مع مراكز بحثية عالمية في مجال طب الأسنان؟ - تجري الكلية حاليا اتصالات مع أكثر من مركز أكاديمي مرتبط بمراكز بحثية تتبع لجامعات مرموقة كما أنه لدينا اتفاقية معمول بها تدعم تدريب زراعة الأسنان وتعليم الطلاب بذلك وكذلك هناك مراكز بحثية عن طريق الكراسي البحثية ومع وجود المستشفى سوف نعمل على دعم التوجه البحثي في طب الأسنان. { ختاماً كيف تصفون الخدمات الصحية العلاجية بكلية الطب قبل انجاز هذا المشروع الحيوي؟ - يعد طب الأسنان بجامعة الملك سعود هو الأساس لهذا المشروع حيث بدأت العمل في تقديم خدماتها العلاجية واستقبال المرضى منذ عام 1400ه وقد تم علاج ما يربو عن ثلاثة ملايين حالة والتي تضم مجموعة من الخدمات العلاجية السنية التي تشمل علاج حالات الطوارئ والحوادث - الجراحات - الحشوات - التركيبات - التقويم وباقي العلاجات السنية الأخرى كما قامت بتنفيذ عدد كبير من البرامج الصحية التوعوية في مجال صحة الفم والأسنان والتي تتم في المدارس وأماكن التجمعات العامة. * وكيف تنظرون إلى مكانة وأهمية هذا المستشفى؟ - يعتبر مشروع مستشفى طب الأسنان الجامعي بجامعة الملك سعود- كلية طب الأسنان هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة. وقد جاء هذا المشروع كواحد من رزمة المشاريع التي اعتمدها مقام خادم الحرمين الشريفين دعماً لهذه الجامعة. لينضم إلى باقة المستشفيات الجامعية التي أنشئت للتعليم وخدمة للوطن. { وهل يعني ذلك أن هناك حاجة ملحة لإنشاء مثل هذا المرفق الحيوي.. وما نوع الحالات التي يعالجها؟ - إن الحاجة لهذا المشروع بما اكتسبته الكلية من سمعة كونها مرجعية للحالات الطبية المستعصية، والاستيعاب للعدد الكبير للطلاب المتقدمين بلورت الفكرة من وجوده، ومنها (نقص عدد الأسرة المخصصة لطلب الأسنان في مستشفى الملك خالد الجامعي والملك عبدالعزيز - وكذلك الحالات التي يصعب علاجها بالعيادات وتحتاج للتخدير العام - وعلاج أسنان الأطفال المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة - وحالات الجراحة التي تستدعي التخدير الكامل وحالات كسور الأسنان والإصابات الناتجة عن الحوادث وخلافه - الحالات الجراحية لكسور وإصابات الوجه والفكين. ويقدم المستشفى خدماته العلاجية في مجال طب الأسنان على مستوى الرعاية الصحية الأولية والثانوية، كما يعمل كمركز لاستقبال ومعالجة الحالات الدقيقة المحولة من مختلف مستشفيات المملكة على مستوى الرعاية الصحية. * كون هذا المستشفى التخصصي جامعياً.. ما مدى استفادة أطباء الأسنان من خدماته؟ - بالتأكيد أنه سيعمل كمركز لتدريب أطباء الأسنان في التخصصات العامة والدقيقة. * كيف تصف لنا المبنى العام لهذا المستشفى ومكوناته؟ - يتكون مبنى مستشفى طب الأسنان الجامعي من أحد عشر طابقاً ويحتوي قاعة المحاضرات، قاعة المحاضرات الكبرى تتسع لأكثر من 390 مقعداً، 16 قاعة محاضرات صغيرة، غرفة قراءة ومصادر تعلم الطلاب، معمل حاسب آلي بالإضافة إلى مطاعم للطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومنسوبي العيادات ومركز تعقيم وتزويد مركزي، مستودع مركزي، ورشة صيانة، غرفتي علميات جراحية. * أشرتم إلى أن المستشفى يضم نحو 570 عيادة منها 300 مخصصة لتدريب الأطباء.. ما الخدمات التي تقدمها بقية العيادات؟ - تم توزيع بقية العيادات على مختلف تخصصات طب الأسنان تشمل العلاج التحفظي للأسنان والاستعاضة الصناعية للأسنان وزراعة الأسنان والمداواة اللبية وطب أسنان الأطفال علاوة على طب الفم وعلوم التشخيص وصحة الفم والأسنان وعلاج اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان وتقويم الأسنان وجراحة الفم والوجه والفكين وأشعة الفم والوجه والفكين بحيث يحتوي كل قسم بالإضافة لعيادات طب الأسنان المفتوحة والمغلقة على مكتب استقبال وصالة انتظار للرجال وأخرى للنساء وغرفة مناقشة الحالات ومكتب لمشرف القسم ومنطقة توزيع مواد وأدوات.