حفز ارتفاع الطلب المحلي على الغاز الطبيعي وخاصة من قبل القطاع الصناعي شركة ارامكو السعودية على تسريع وتيرة مراجعة مشاريعها التطويرية وصولا إلى تنفيذها في مجال الغاز الطبيعي أو ما يصطلح على تسميته بالوقود الأزرق نظرا لقلة ملوثاته ما اعتبر صديقا للبيئة ومناسبا للمحركات التي تستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية أو تحلية المياه المالحة والبتروكماويات وكذلك التي تستعمل في المصانع الكبيرة القريبة من المدن إذ أن الأنظمة البيئية تشترط على هذه المصانع أن تكون متوافقة مع المعايير البيئية. وتشير مصادر نفطية مطلعة إلى أن ارامكو السعودية تركز في أولوية تطوير حقول الغاز على حقل كاران البحري والذي خطط له أن يبدأ الإنتاج في عام 2011 بتكلفة ثلاثة مليارات دولار وطاقة إنتاج تصل إلى 770 مليون قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي غير أن الأزمة المالية العالمية دفعت الشركة إلى مراجعة ميزانية المشروع نظرا إلى عدد من المتغيرات التي طرأت على تكاليفه لا سيما وأن التخطيط لتنفيذ المشروع جاء عندما كانت أسعار النفط تفوق 140 دولار للبرميل. ما جعل الشركة تؤجل إنتاج المشروع إلى 2012 م. ويعد الحقل الذي تصل احتياطياته إلى نحو تريلون قدم مكعب من المشاريع الضخمة في مجال الغاز الطبيعي الذي تنفذه ارامكو السعودية وتحاول أن تدعم بمنتجاته شبكتها من الغاز الطبيعي والى رفع طاقتها الإنتاجية من الغاز بنسبة 20% لمواجهة الطلب المحلي المتزايد على الغاز وصولا إلى التصدير عندما تكتمل مشاريع الشركة التطويرية في مجال الغاز الطبيعي. ويرى كثير من المحللين الاقتصاديين أن التوسع في استخدام الغاز الطبيعي كوقود للمصانع الضخمة سوف يساهم في دعم هذه المشاريع على تحقيق مكاسب مجزية تساعدها على التميز في محك التنافس الدولي لا سيما وأن هذا النوع من الوقود يعمل على إطالة العمر الافتراضي للمعدات كما أنه أرخص من الوقود النفطي والذي عادة إما أن يكون على هيئة نفط خام يرهق المعدات أو من المنتجات المكررة التي تتضاعف أسعارها وتضغط على ربحية المشروع. ويتوقع المراقبون أن يرتفع الطلب على الغاز الطبيعي في المملكة في غضون الخمس سنوات القادمة إلى أكثر من 9 مليارات قدم مكعب باليوم مقابل حوالي سبعة بلايين قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا تأتي عبر مرافق المعالجة في كل من البري وشدقم والعثمانية والحوية وحرض وتستهلك معظم هذه الكمية مصانع البتروكيماويات كلقيم لهذه الصناعات. بدء الإنتاج من حقل خريص الذي تدفق خلال الأيام الماضية يعد مؤشرا على أن أرامكو السعودية ماضية في خططها التطويرية لمشاريع النفط والغاز الطبيعي وتحقيق أهدافها في الوصول بالطاقة الإنتاجية للمملكة إلى 12.5 مليون برميل يوميا نهاية العام الحالي وتجاوز ذلك إلى 15 مليون برميل يوميا خلال الخمس سنوات القادمة. إلى ذلك أدى تراجع الإنتاجي الصناعي في الدول الأوروبية إلى ثني أسعار النفط عن تجاوز المستوى السعري والذي كانت تستهدفه وهو 73 دولار للبرميل بيد أن بعض المراقبين عزا ذلك إلى جني الأرباح في نهاية التداول الأسبوعي. وبلغت أسعار خام ناميكس القياسي أمس الجمعة 71,93 دولار للبرميل فيما انخفض خام برنت بالأسواق الأوروبية إلى 70.33 دولار للبرميل . وصعد الذهب إلى 950 دولار للأوقية.