حذر الرئيس المصري حسني مبارك من تدخلات قوى إقليمية، لم يسمها، تعادي السلام وتدفع المنطقة الى حافة الهاوية. وقال الرئيس مبارك ، في كلمته أمس "الخميس" في ذكرى تحرير سيناء ألقاها أمام الجيش الثاني بمحافظة الاسماعيلية "100 كيلو متر شرق القاهرة"،"لا نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادي السلام وتدفع المنطقة الى حافة الهاوية تسعى لبسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربي، تغذي الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية، وتدفع بعملائها الى المنطقة لتهديد أمن مصر القومي، واستباحة حدودها وزعزعة استقرارها". وأضاف: إننا واعون تماما لمخططاتكم وسنكشف تآمركم ونرد كيدكم في نحوركم ،كفاكم تمسحا بالقضية الفلسطينية، واحذروا غضب مصر وشعبها". ونبه الرئيس مبارك الى أن السلام في حاجة مستمرة إلى درع يحميه، وقال "قواتنا المسلحة هي هذا الدرع، وهي حصن الوطن وسيفه، سيظل الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومي واجبها المقدس، إننا نعيش في منطقة صعبة تموج بأزمات والتحديات والمخاطر، ولا نملك الانعزال عن قضاياه أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومي للوطن ". وأشار الى ارتباط أمن مصر القومي بأمن واستقرار الشرق الأوسط، وأمن الخليج والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والوضع في السودان ودول حوض النيل وأفريقيا، مؤكدا انحياز مصر للهوية العربية . وشدد على ان قضية فلسطين ستبقى على رأس الأولويات العربية، وعلى مواصلة جهود مصر من اجل تحقيق المصالحة الفلسطينية والوفاق الوطني، لاستعادة التأييد الدولي للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأضاف: إننا في مصر لم نفقد الأمل في السلام العادل والشامل، نعبر عن مواقفنا بقوة ووضوح، نعارض محاولات تكريس الانقسام بين الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وغزة، نرفض محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضي، ونقول لمروجيها إن سيناء أرض مصرية، ولا مساس بشبر واحد من حدودها".وأدان الرئيس مبارك الاستيطان والإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس، وقال :إن تلك الإجراءات لن تضفي الشرعية على الاحتلال، ولن تغير من حقيقة أن المستوطنات تقوم على أراضٍ فلسطينية محتلة، مؤكدا على استمرار مصر في جهود السلام وفق حل الدولتين، دون انطباعات مسبقة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ، لأن الحكم عليها سيكون بقدر التزامها بالسعي للسلام والوفاء باستحقاقاته. وأشار الى أن مصر تعاملت مع حكومات إسرائيلية متعاقبة، متمنيا أن تختار الحكومة الإسرائيلية الجديدة طريق السلام، وأن تلتزم بأفق سياسي يستأنف مفاوضات السلام من حيث انتهت دون تلكؤ أو إبطاء ، وصولا لسلام عادل يعيد الحقوق المشروعة لأصحابها، يضع نهاية للمواجهة المكلفة للجميع ولحلقات العنف والعنف المضاد وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء. وأشار الى أن نصر أكتوبر فتح الطريق إلى السلام، ووضع نهاية لحروب استنزفت الكثير من أرواح أبنائنا وثرواتنا، وأتاح لنا توجيه مواردنا لخير مصر وأبنائها ، مؤكدا أن مصر نجحت في الحفاظ على قوات مسلحة متطورة ورادعة، وجيش قوي قادر يحمي السلام. وقال : إن السلام سيظل في حاجة مستمرة إلى درع يحميه "، مؤكدا أن القوات المسلحة المصرية هي هذا الدرع، وهي حصن الوطن وسيفه، وسيظل الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومي واجبها المقدس ، وتتحمل مسؤوليته وأمانته بشرف ويقظة وشجاعة، ورجال وهبوا أنفسهم لهذا الوطن، ويضحون بأرواحهم ،عن طيب خاطر تحت رايته". وتابع :إننا نعيش في منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر ،ولا نملك الانعزال عن قضاياها، أو تجاهل انعكاساتها على الأمن القومي للوطن". وقال مبارك :إن أبناء قواتنا المسلحة يشاركون حاليا في عمليتين لحفظ السلام بالسودان ، ويحملون رسالة تضامن من شعب مصر في مواقع انتشارهم في الجنوب وإقليم دارفور"، منبها الى أن السودان يواجه حاليا تحديات صعبة فرضتها أزمة دارفور وتداعياتها، وقد جاء موقف المحكمة الجنائية الدولية ليزيد من تعقيد الوضع الراهن. وأكد أن مصر تولي اهتماما فائقا لاستقرار السودان ووحدة أبنائه وأراضيه ، واهتماما مماثلا بأمن وضبط حدودها مع الجار الشقيق في جنوبالوادي، وناشد السودانيين باعتماد منطق الحوار ووضع مصلحة السودان فوق أي مصلحة أخرى، مشيرا الى أنه قد آن الأوان لأن تتحد كافة القوى السياسية لتحقيق السلام والأمن والتنمية لوطنهم وشعبهم. وتابع : أن مصر تطلع لمصالحة تتيح للسودان أن يكون وطنا لجميع أبنائه، يعتزون بانتمائهم إليه، ويسهمون جميعا في تنميته واستقراره ووحدته". وقال : إن مانواجهه من تحديات في منطقتنا يقترن بتحديات عديدة يطرحها الوضع الدولي الراهن ، ما بين مخاطر الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل ، وصراعات تهدد السلم والأمن الدولي، وافتقار العالم لنظام فعال للأمن الجماعي"، كما يشهد العالم اختلالات عديدة في النظام الاقتصادي والتجاري الدولي ، والمؤسسات المالية الدولية القائمة، فضلا عن أزمة الركود الحالي للاقتصاد العالمي ، وتداعياتها على كافة الدول المتقدمة والنامية".