يا راحلين وما يرجى إيابهم بم التّعلل أو نفسي أمنيها يا وحشة العمر ما إن شد رحلكم كأنما الرحل للدنيا ومن فيها فلست أرجو وداداً بعد ودكم ولا حفلت بدنيا لست أعنيها أمّاه ما عاد لي حضن يلملمني تجتاحني الريح تذروني أياديها فلا فؤاد إذا ما أبت أسعده ولا عيون إذا ما غبت أبكيها يا عين أمّي وعين والدهر ترمقني كأنما بتّ بعضاً من أعاديها يا وجه أمّي وما وجه تذكّرني نسياً غدوت وما وجهي بناسيها كيف الحياة بدنيا غاب مؤنسها والخطو سكرى فدربي كيف أمشيها يا أيها الرّكب لا تعجل بغالية بالروح لو تفتدى ما كنت أغليها وذرّ في الدمع يا عيني على خجل قد كان بعض الذي يبكيك يدميها أمي .. لمن شفتاي اليوم تنطقها وما جواب لأذنى بعد يشجيها كل الحروف إذا مالامست شفتي يتيمة رجعت في الصمت أرديها يا إلف روحي وليلي كلّه أرق لا تخب أنجمه والآه تذكيها لازلت كالطفل حالاً في تولّعه الخوف يملأ أضلاعي فضميها وروّضي قلقلي أمي بأغنية بها من السحر أثواب تغشّيها يا بلسم الجرح إن أعيى مطبّبه وجرحها نازف حتى أوافيها هذي الحياة بلا معنى أكابدها فميمها ألف باتت معانيها أمّاه .. معذرة .. بل ألف معذرة ما غادرت سفني طوعاً موانيها يلومني الدمع من عينيك منسكب سكب الهوامل للنيران يوريها فكم تناهبني حلّي ومرتحلي تهمّ بي قدم القلب يعصيها وكم تلفتّ على الطرف يسعفني بنظرة دمعه يأبى تجلّيها أمّاه معذرة.... الموت غافلني سهامه السّود في قلبي مراميها لو كان للموت أمّ ما استباح دمي أو أن له ولد.. ما كان يفنيها يا من نعيت إليّ اليوم والدتي رفقاً بنفس إليها أنت ناعيها ما للنوائب بعد اليوم نائبة أولاهم عصفت ما أبقت لتاليها حتى الوداع فلم أظفر بعلقمه فكيف أرجو من الأيام حاليها استغفر الله .. ما شعري بمنصفها لكن بقايا سنيني .. كنت أرثيها