بدءاً وقعت عيني على نسخة هذا الكتاب مع أبنائي في المنزل وألقيت عليه نظرة خاطفة فألفيته كتاباً حريا بإعطائه فسحة من الوقت للاطلاع على مادته وبعد انتهائي من قراءته وجدت نفسي ملزما بالإعلام عنه بين القراء ولو بقراءة سريعة موجزة. مادة الكتاب عبارة عن دراسة شرعية علمية تطبيقية على المملكة العربية السعودية، وقدم للكتاب كل من: سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظهم الله، والكتاب عبارة عن محاضرة للمؤلف عام 1424ه علق عليها سماحة المفتي حفظه الله، قام المؤلف وفقه الله بتعديل ما يحتاج إلى تعديل وأضاف إليها بعض الزيادات التي رآها ضرورية ومناسبة وقد صاغها صياغة علمية سلسة تناسب القارئ وبالتالي أخرجها على هيئة كتاب. اشتمل الكتاب على مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وأربعة فهارس. الفصل الأول أبان فيه المؤلف وفقه الله الأدلة الشرعية في حب الوطن وتوصل إلى أنه لا منافاة بين هذا النوع من الحب والولاء وبين ما تميزت به الشريعة من عالمية وكمال وشمولية. وفي الفصل الثاني بين المؤلف الوسائل والأساليب التي اتكأ عليها المتربصون في خلخلة الأمن الفكري واصطياد الشباب لإبعادهم عن ولاة أمورهم وأوطانهم. واشتمل هذا الفصل على أمور ستة استغلتها أيد خفية استعرضها المؤلف واحداً تلو الآخر وأفاض في بسطها جاعلاً الكتاب والسنة وأقوال السلف وعلماء الأمة المعاصرين من هذه البلاد وغيرها منطلقاً له في العرض والاستدلال في الحكم. وفي الفصل الثالث من هذا الكتاب بسط المؤلف القول في بيان مقومات المواطنة الصادقة والصالحة في ضوء ما استشهد به من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تناول في ذلك اثني عشر مقوماً أثبت من خلالها ما ذهب إليه وأراد في الحكم ولم يترك المؤلف شاردة ولا واردة إلا وذكرها مؤكداً أن هذه البلاد قامت على تحكيم الشرع المطهر منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه. مع تأكيده على أهمية الاعتصام بحبل الله والالتفاف حول ولاة الأمر وعلماء هذه البلاد المعتبرين محذراً الشباب من الوقوع في وجل الجهل والتشدد ومتابعة أهل الهوى والضلال الذين يريدون الكيد لأهل هذه البلاد وقادتها المحكمين لشرع الله. وفي آخر هذا الكتاب أورد تعليقاً سماحة مفتي المملكة حفظه الله الذي بين أهمية هذا الموضوع محذراً من المرجفين بين الناس وما يدعون إليه من ترويج للإشاعات الكيدية الباطلة. ثم ختم المؤلف كتابه القيم في بابه بفهارس للآيات القرآنية وللأحاديث النبوية التي جعلها مستنداً له وللمصادر والمراجع التي استفاد منها وأخيراً كالمعتاد بفهرس للموضوعات التي اشتملت عليها مادة كتابة، غير أنه خلا من خاتمة. ومن وجهة نظري فإن مادة هذا الكتاب المتعلقة بحب الوطن جهد كبير ورائع في بابه وهو من الأهمية بمكان، لاسيما في هذا العصر الذي لبس فيه على كثير من ظاهرها الرحمة والشفقة وفي باطنها التدليس والتلبيس، ونظراً لما تميز به هذا الكتاب من غزارة علمية اعتمدت في الأصل على مصدري التشريع في ديننا الحنيف كيف لا؟!! ومن تصدى لهذا الأمر شخصية علمية قيادية، على رأس هرم صرح علمي شرعي شامخ، ثماره يانعة بفضل الله ثم بفضل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة. فتحية إكبار وإجلال لمؤلف كتابنا هذا معالي الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله ابا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وفي هذا الشأن اقترح بأن تقوم المؤسسات التعليمية والتربوية والتوعوية والمحسنين في تبني هذا الكتاب وتوزيعه على طلاب وطالبات المدارس في بلادنا تعميماً للفائدة.