يتم في الماضي القريب، بحث أمراض الشخير واضطرابات النوم غالباً على أنها أمراض يجب أن يتم علاجها بشكل محافظ غير جراحي غالباً ماتكون عن طريق وصف جهاز التنفس المساعد. يقوم المصاب بارتداء كمامة تضخ الهواء عن طريق الأنف لرفع مستوى الأكسجين في الدم. إن وجود عائق تشريحي مسبب للشخير أو اضطراب النوم لايمكن أن يتحسن دون إجراء عملية جراحية . ولذلك سيتم بحث الأسباب الشائعة ومناقشة طريقة العلاج بشكل موضوعي. يصيب الشخير نسبة كبيرة من الناس، وقد يصل إلى حد الإزعاج الشديد للزوجة أو الزوج، ولكن الأمر قد لايقف عند النوم في غرفة منفصلة للهرب من الصوت المزعج، لأن الشخيرقد يترافق بحالة مرضية تعرف بتوقف التنفس الانسدادي. يجب على المصاب بالشخير مهما كان عمره أن يتعرف على حالته ، وعلى الأعراض المصاحبة، وهل هو مصاب بتوقف التنفس الانسدادي أم لا؟ يترافق انسداد التنفس بعدم حصول المصاب على قسط كاف من النوم، ويستيقظ المصابون وهم مازالوا يشعرون برغبة في النوم، ومن الأعراض وجود صداع عند الاستيقاظ، وقد يصاب الشخص بنعاس خلال قيادة السيارة، ممَّا قد يؤدي إلى وقوع حوادث سير بسبب هذه الحالة. تضخم الناميات ولدى الأطفال المصابين بالشخير يكون السبب غالباً هو تضخم الناميات اللحمية أو اللوزتين، فتضخم اللوزتين قد يسد مجرى الهواء في الحلق، وتضخم الناميات يسد مجرى الهواء من الأنف، وقد يستيقظ الطفل مذعوراً، هذا ويسبب نقص الأكسجين في الدم حالة الاستيقاظ المفاجئ الناتج عن حاجة الجسم ،وخاصة المخ، إلى الأكسجين. ويقوم القلب بزيادة الضربات وذلك لدفع كل ما يوجد من أكسجين في الدم إلى المخ. يمكن قياس مستوى الأكسجين عن طريق إجراء اختبار خاص يسمى «دراسة النوم»، ويتم خلال هذه الدراسة تحليل مراحل النوم، ومراقبة مستوى الأكسجين، وضغط الدم، و نبض القلب، وكذلك يتم تخطيط المخ والعضلات، وأهم ما في الدراسة هو عدد المرات التي يتوقف فيها التنفس، وطول كل فترة. إن توقف التنفس أو ضعفه لمدة عشر ثوان، وتكراره حوالي 5 مرات في ساعة واحدة خلال النوم يؤكدان التشخيص، ويتم اللجوء إلى «دراسة النوم» لتأكيد الحالة عند الاشتباه بالتشخيص. يجب علاج حالة توقف التنفس فور تشخيصها كي لايصاب الإنسان بالعواقب الناتجة عن إهمال الحالة من تضخم في القلب، أو نقص في الذاكرة، وما إلى ذلك، ويتم علاج هذه الحالة عند الأطفال «جراحياً» وذلك باستئصال اللوزتين والنامية اللحمية، وينهي هذا الإجراء معاناة الطفل الطويلة. قد تتضخم اللوزتان عند الكبار أيضاً، مسببة انسداداً في مجرى التنفس، ولا يوجد علاج ناجع لهذه الحالة إلا استئصال اللوزتين «جراحياً» . ويصاب الكبار بأمراض أخرى منها انحراف الحاجز الأنفي، ويتم تأكيد التشخيص بالفحص الدقيق للأنف ومجرى التنفس العلوي، وعند وجود حالة انحراف الحاجز الأنفي الشديد المسبب لحجب الهواء عن مجراه يتم علاج هذه الحالة «جراحياً» لأن ضخ الهواء بالأجهزة المساعدة على التنفس عن طريق الأنف لن يفيد إذا ما كان الأنف مسدوداً! زيادة في الوزن ويشتكي الأشخاص المصابون بزيادة في الوزن من أعراض الانسداد التنفسي، ويجب أن يخضعوا لبرامج تخفيف الوزن مهما كانت قاسية كخطوة أولى في العلاج، لأن عدم تخفيف الوزن والاعتماد على الأجهزة المساعدة على التنفس يحتوي على محاذير طبية طويلة الأمد. ويجب أن يفكر الشخص المصاب بانسداد التنفس عند النوم والزيادة المفرطة في الوزن «بالحل الجراحي» المساعد على تخفيف الوزن وعدم الاعتماد على الأجهزة المساعدة على التنفس فقط، لأن المشكلات المصاحبة لزيادة الوزن تتعدى انسداد التنفس عند النوم. ومن الأمراض المسببة لانسداد التنفس عند النوم تضخم عضلة اللسان مما قد يسبب انسداد مجرى التنفس في البلعوم، ويمكن علاج هذه الحالة حديثاً بواسطة الموجات الترددية، وتقوم هذه الموجات بتوليد طاقة حرارية في قاع اللسان، وتكون المحصلة النهائية هي انكماش حجم اللسان وفتح مجرى التنفس. والجدير بالذكر أن استخدام الليزر سواء لاستئصال اللوزتين أو جراحة سقف الحلق قد تم منعه من قبل الجمعيات الأمريكية لما لهذه الطريقة من آثار جانبية خطيرة. ولا بد من استشارة جراح الفم والفكين عند وجود وضع تشريحي غير طبيعي مثل صغر حجم الفك السفلي، ويعتبر هذا مرضاً جراحياً لاتفيد معه أجهزة التنفس التعويضية إلا كإجراء مؤقت، ويمكن الآن إجراء عمليات معقدة بكل نجاح يتحسن بها التنفس، ويعود بها شكل الوجه إلى طبيعته. من هذا نجد أن فحص طبيب الأنف والأذن والحنجرة هو أهم خطوة في الاتجاه الصحيح لعلاج انسداد التنفس عند النوم، ويتم استخدام الأجهزة المساعدة على التنفس عند عدم وجود انسداد تشريحي يمكن علاجه جراحياً، أو عند وجود عائق تشريحي ولكن لا يمكن إجراء عملية جراحية بسبب وجود حالة مترافقة لدى المريض لاتسمح بإجراء التخدير مثل أمراض القلب والرئة، وتفيد هذه الأجهزة مستخدميها فائدة جليلة.