من المعتبر أن معرفة الوثائق ودلالاتها التاريخية تقدم إفادات ومعلومات قد تغيب عن الذاكرة ولذلك ما زالت الوثائق تقدم لنا كل يوم جديد شواهد تاريخية من معرفة الأماكن والأعلام والشخصيات كما تغطي الجوانب الاجتماعية والدينية والسياسية الخ. وفي هذه الإطلالة استعرض هنا إحدى الوثائق التي يمكن أن يستفيد منها بعض الباحثين ويمكن الحديث عن هذه الوثيقة بعد نقاط يمكن استعراضها فيما يلي: التعريف بالموقف (صاحب الوصية) هو الأمير سعد بن محمد بن حمد الشبرمي التميمي ولد في بداية العقد الأخير من القرن الثاني عشر هجري وقبله والده الأمير محمد بن حمد الذي تنازل لابنه الأمير سعد بن محمد في الإمارة رغم صغر سن الأمير سعد بن محمد في ذلك الوقت فقد كان سعد على علاقة جيدة مع حكام هذه البلاد فعندما ذهب للأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود آل سعود عام 1197ه هو وعمه عمر بن حمد، أثنى علية الإمام عبد العزيز رحمه الله. تزوجت ابنة عمه الأميرة دوسة بنت عمر بن حمد الشبرمي من الإمام الأمير سعود بن عبد العزيز بن محمد آل سعود وذلك في حدود عام 1219ه وعرف لها أعمال خيرية كثيرة يذكرها أهل المنطقة ومنها على سبيل المثال للذكر فدية بعض الأشخاص من إبراهيم باشا عام 1232ه. رحمها الله تعالى. والمقصود أن الامير سعد صاحب الوصية توفي بعد هذا التاريخ من شعبان 1260ه بفترة وجيزة عن عمر 82 عام تقريباً. حملت هذه الوثيقة التي سنستعرضها أعلام وأماكن وفى مضمونها أعمال خيرية تدل على حب الموصي للخير رحمه الله رحمة واسعة فقد أوصى بعدد من الثمار وان يكون وقفها في بلاد الحرمين مكةوالمدينة بالإضافة إلى مسقط رأسه.ويمكن التطرق للوثيقة وما حملته من معلومات حسب الآتي : الأعلام الواردين: 1- سعد بن محمد الشبرمي أمير سميراء 1197 - 1261ه. 2- الشهود : عبد الله الشايع وسليمان آل محمد الهيبي وهما من أهل منطقة القصيم الكرام. 3- كاتب الوثيقة وهو علي المنصور الزاملي من أهل عنيزة ومن عائلة جميعها كتاتيب في ذلك الوقت. الأماكن التي أوردتها الوثيقة. 1- سميراء: تقع في الجنوب الشرقي من جبل سلمى وقد سميت بهذا الاسم لسمرة الجبل الواقع إلى الجنوب الغربي منها. وهي تبعد عن مدينة حائل 120 كم والمنطقة زراعية ولها مواقف حميدة مع قادة هذه البلاد. 2- مكة : أوقف لها 20 صاعا. 3- المدينة : أوقف لها 20 صاعا. 4- المسجد بسميراء: أوقف له 30 صاعا. كما تم تخصيص هذا الوقف على : - الصوام (الصائمين) و- الإمام (30 صاع) - المؤذن ( 20 صاع ). - السراج ( 20 صاع ).- الذي يعلق السراج( 20 صاع)- المدرسة( 20 صاع).أما نص هذه الوقفية فهي الآتي : نص الوثيقة: ( الحمد لله رب العالمين هذا ما أوصى به سعد بن محمد الشبرمي بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله إن الموت حق وأن الحساب حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث من في القبور ويوصي نبيه من بعده بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله أصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون أوصيهم بأن يتحابوا ولا يتباغضون ويتواصلون ولا يتقاطعون وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر ويتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وأيضا يوصي بأن ثلاث قلبانهم في سميراء يؤخذ من كل واحده منهن مائة صاع هذا قادم في ديوان كل قليب من هذه الثلاث منهن خمس وأربعين صاعا.. وخمس وخمسين صاع شعير ويذكر سعد بأن لأبيه رحمه الله تسعين صاعا من هذا الوقت والباقي منه مائتين وعشرة أصواع وقف لسعد وثلاثمائة لها الصاع منهن أربعين للحرمين عشرين لحرم مكة وعشرين لحرم المدينة منهن للصوام ثلاثين صاعا في مسجد سميراء وأيضا منهن ثلاثين صاعا لإمام المسجد في سميراء وأيضا منهن عشرين للسراج وأيضا منهن عشرين صاعا للمؤذن في مسجد سميراء وأيضا منهن عشرين صاعا للمدرسة في سميراء وأيضا منهن عشرين صاعا للذي يعلق السراج والباقي من هذا الوقف يصرف في أعمال البر على نص الوكيل فأن كان في أقاربي فقير أو مسكين فيعطى منه وهو أولى إلا فالوكيل يصرفه على ما يرى من أعمال البر والوكيل على هذه الوصية ابنه الأرشد ما دام صالح في تخريج الوصية فإن أفسدا في شيء منها فأنا فاسخ وكالته والوكيل الصالح من أخوته. شهد على ذلك عبد ا لله الشايع سليمان آل محمد الوهيبي وشهد به وكتبه علي المنصور الزاملي يسلم على من يراه وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وقع تحرير في شعبان سنة 1260ه. ). هذه إطلالة عامة على ما جاء فى هذه الوثيقة أحببت إيرادها مختصراً. أخيراً وليس آخراً أتقدم بالشكر الجزيل للشيخ الفاضل الكريم : إبراهيم بن سعد بن سعيد الشبرمي على تفضله بإهدائي هذه الصورة من الوثيقة فله جزيل الشكر على تعاونه وجزاه الله خيراً. والشكر موصول للعم الشيخ عبدالله ابن ناصر بن مقرن الشبرمي لتفضله بشرح بعض ما جاء في هذه الوثيقة.