المتتبع لمراحل سير الفنون البصرية في المملكة يلحظ جيداً التحول الكبير الذي طرأ عليها مؤخراً، وخصوصاً من ناحية الحضور الخارجي، والذي تمثله الأسابيع الثقافية والمعارض الجماعية أو الفردية، أيضا المشاركات المنبرية في الندوات والمحاضرات الثقافية وغيرها، كل هذا أفرز سمعة طيبة وقوية عزز حضور ومكانة الفنون البصرية خارجياً، التي من شأنها التعريف بثقافتنا وتطورها. واللافت للنظر اندماج الفنون البصرية وتقاطعها مع سائر مناحي حياتنا اليومية الاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية، لتجد حضورها لا يقتصر فقط على النخبة، بل وصلت لدور التأثير في المجتمع، وإنعاش الذائقة الجمالية لدى الكثيرين. ويقود هذا التحول مجموعة من المبدعين الشباب حققوا في هذا التحرك الجميل انجازات كبيرة وحضورا فنياً لافتا سيكون له الأثر الكبير في ساحة مشهدنا الثقافي؛ فقد دخل التشكيلي الشاب أحمد ماطر ضمن أبرز الشخصيات العربية المؤثرة في العالم بحسب قائمة أصدرتها مجموعة (بيزنس العربية لعام 2009) حيث حقق ماطر خلال هذه القائمة المركز ال62 متقدماً على أشهر المطربين والممثلين في العالم العربي أمثال : فيروز ، عادل إمام، كاظم الساهر، نانسي عجرم. ويعتبر أحمد أحد أهم المحدثين الجدد في الحركة الفنية العالمية وأشهر التشكيليين السعوديين الشباب بعد أن اقتنى أعماله متحف الفن الحديث في بريطانيا،والفن العادي والسائد لم يكن هو خيار أحمد ماطر الوحيد كما يقول؛ بل لم يكن الفن فقط هو اختياره، فهو يعمل طبيبا وينتج أعماله الفنية من مشاهد وتداعيات حياته المهنية فكرا وعملا ، وسيتم عرض عمله «الأشعة السينية» في دار كريستي العالمي خلال مزاد الأعمال الدولية الحديثة والمعاصرة الذي تنظمه الدار في نهاية شهر ابريل الحالي، لتتواصل خطوات انجازاته وحضوره المشرف. أيضاً التشكيلية السعودية لطيفة السويل احتلت موقعاً بين 100 امرأة متميزة في خدمة المجتمع على مستوى العالم في أحدث إعلان لإحدى المجلات الفرنسية المختصة بحقوق وشؤون المرأة. الأجمل من كل هذا ما يحمله هؤلاء الشباب المبدعين من روح وسعي حثيث للرقي بالفنون وثقافة الصورة. بحق هذا هو مثال التشكيليين السعوديين الذين يحملون على عاتقهم قضاياهم الإنسانية والاجتماعية والفكرية، ويساهمون في نشر لون (السلام والمحبة) في كافة أرجاء المعمورة. إن دخول مبدعي الفنون البصرية مثل هذه القوائم العالمية، دليل واضح على حضورهم القوي والمساهمة في تشكيل مواقعهم بما يضمن حضورهم المحلي والعربي والعالمي، وإيصال رسائلهم الفنية السامية، والتي وجدت ترحيبا من الجمهور العربي والغربي، وأصبحوا على معرفة بالمواهب السعودية، وخاصة في مجال الفنون البصرية. ومزيدا من الحضور والتمثيل الفني السعودي المشرف في كافة المجالات- بإذن الله -.