قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت المنطقة الشرقية إن وضع سوق الإسمنت السعودي أصبح صعباً في الوقت الحالي في ظل إيقاف التصدير لخارج المملكة وتراكم المخزون لدى الشركات الوطنية وسيكون أصعب بعد اكتمال التوسعات الخاصة بالمصانع الحالية ودخول إنتاج الشركات الجديدة خلال السنتين القادمتين. جاء ذلك خلال نقاشات الجمعية العمومية التي عقدتها الشركة مساء امس الاول والتي أقرت توزيع أرباح على المساهمين بنسبة 30% من القيمة الأسمية للسهم أي ثلاثة ريالات لكل سهم .واشار سموه إلى إمكانية عدم تمكن الشركات السعودية من بيع كامل إنتاجها نظراَ لارتفاع معدل الفائض الأمر الذي يتوقع أن يؤدي إلى إحداث فجوة واسعة بسبب زيادة العرض على الطلب بصورة كبيرة.وفي تصريح ل " الرياض" قال سموه إن صادرات الإسمنت في المملكة العربية السعودية بلغت ذروتها عام 2007م بتصدير 3.5 ملايين طن من الإسمنت ثم انخفضت اعتباراً من يونيو 2008م بعد حظر التصدير من قبل الدولة الأمر الذي أدى إلى تراكم المخزون لدى شركات الإسمنت في المملكة. وتوقع أن يصل إنتاج الإسمنت إلى 66 مليون طن سنويا فيما يقدر الاستهلاك بنحو 35 مليون طن سنويا بحلول عام 2011م وسوف يصل مخزون الكلنكر عام 2011م إلى 31 مليون طن تقريبا فيما كان عام 2007م بحدود مليون ونصف المليون طن وارتفع عام 2008م ليصبح أكثر من سبعة ملايين طن ومن المتوقع أن يبلغ 20 مليون طن في عام 2009م الأمر الذي سيشكل ضغطاً كبيراً على شركات الإسمنت في المملكة ويؤدي إلى إغلاق بعض خطوط الإنتاج من أجل المحافظة على العرض والطلب حيث من المتوقع أن تصل الطاقة التصميمية للكلنكر في عام 2011م حوالي 63 مليون طن .ويعكس وصول مخزون الكلنكر إلى هذا المستوى عمق المشكلة التي تعيشها صناعة الإسمنت في الوقت الحالي مما تسبب في زيادة تكاليف الإنتاج لدى الشركات وتعطيل القدرة الإنتاجية والتصديرية لشركات الاسمنت مستقبلا بدخول منافسين جدد لشركات الأسمنت الوطنية إلى الأسواق المجاورة. وأضاف سموه ان الأسمنت من المنتجات التي لا يمكن تخزينها لأن ذلك سوف يعرضها للتلف وعدم صلاحيتها للاستخدام ، مشيراً إلى أن المصانع السعودية القديمة والجديدة أخذت في الحسبان النمو في السوق المحلي والخارجي وقامت بعمل توسعات في المصانع لتغطي الطلب المتزايد والذي يتواكب مع هذا النمو.وحذر الأمير تركي من نشوب حرب في الأسعار تؤدي إلى انخفاض الأسعار وستكون مدمرة وستعرض المقدرات الوطنية لخسائر كبيرة .وأوضح الأمير استمرار شركة اسمنت الشرقية في سياستها الثابتة لتوطين الوظائف من خلال خطة تعيين وتأهيل الكوادر الوطنية لإحلالها مكان العمالة الاجنبية تدريجيا حيث يواصل مركز التدريب بالشركة الذي تم تطويره بأحدث الأجهزة والمعدات وبالمدربين المؤهلين الأكفاء لتقديم أفضل خدمات التدريب والتطوير للشباب السعودي حيث تم توظيف 52 مواطناَ خلال عام 2008م وقد بلغ العدد الإجمالي للعاملين السعوديين في الشركة (280) موظفاً وبلغت نسبة السعودة 45% من إجمالي العاملين بالشركة. وكانت الجمعية العامة التي عقدتها الشركة قد وافقت على جميع البنود بما فيها توزيع الارباح التي سيتم ايداعها في المحافظ اعتبارا من 11/4/1430ه الموافق 7/4/2009م بواقع ثلاثة ريالات للسهم وتكون الاحقية للمساهمين المقيدين بسجل الشركة بنهاية تداول يوم 3/4/1430ه الموافق 30/3/2009م.ووافقت الجمعية على إيقاف تجنيب 10٪ من صافي الأرباح لتكوين احتياطي نظامي لبلوغ رصيده 50٪ من رأس المال. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز رئيس مجلس الإدارة في ختام اجتماع الجمعية العامة أن تحقيق الشركة لهذه الإنجازات المالية جاء ثمرة لتضافر جهود مجلس إدارة الشركة والعاملين فيها في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين و سمو ولي العهد الأمين و سمو النائب الثاني أيدهم الله للصناعات الوطنية والمساندة الفعالة التي تجدها الشركة من قبل صاحب السمو الملكي الأميرمحمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد.