لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السل حذرت تقارير طبية من تصاعد خطر الإصابة بهذا المرض بعد ازدياد انتشاره في السنوات الأخيرة الماضية. وحسب المعلومات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية فإن 9,27 ملايين شخص أصيب بهذا المرض عام 2007 بما يعني زيادة 30 ألف شخص عن العام الذي سبقه. وعلى خلفية الأزمة المالية والاقتصادية العالمية فإن منظمة الصحة العالمية أعربت عن خشيتها من أن تقود تبعات هذه الأزمة إلى تفشي هذا الوباء بوتيرة أسرع خاصة بين الفقراء والمعدمين على وجه الخصوص. من المعلوم أن هذا المرض المعدي يصيب الرئتين بشكل خاص وان العلاج في الحالات البسيطة لا يستغرق سوى 6 شهور لكن سلالات جديدة من المرض أصبحت قادرة على مقاومة الأدوية في الوقت الذي لا يتوفر فيه علاج كافٍ لمجابهة مقاومة السلالات المتطورة من المرض. وحسب المنظمة الدولية فإن قرابة 1,8 مليون شخص قد سقطوا صرعى المرض عام 2007 بينهم نصف مليون ممن يحملون فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) حيث غالبا ما يكون هؤلاء عرضة للإصابة بالأمراض المعدية كالتدرن الرئوي بسبب ضعف مقاومة الجسم للأمراض عموما. وفي ذات السياق أكدت المنظمة أن عدد المرضى لكل 100 ألف شخص قد انخفض، موضحة أن الزيادة السكانية في عموم العالم هي التي تفسر هذا الرقم المرتفع للمرضى بشكل عام علما أن الميزانية المخصصة للعام الحالي لمكافحة المرض في مختلف أنحاء العالم هي 3 مليارات دولار. وفي ذات السياق فان منظمة أطباء بلا حدود ناشدت الحكومة الاتحادية في برلين "لتحمل المسؤولية" وتخصيص المزيد من الأموال لأغراض البحوث الطبية من أجل التوصل إلى سبل جديدة متطورة للتغلب على مقاومة الأدوية التي تبديها السلالة المتطورة من المرض حيث ترى هذه المنظمة أن ما هو متوفر حاليا من دواء قد عفا عليه الزمن . وحسب منظمة الصحة العالمية فإن 55 بالمائة من المرضى لعام 2007 كانوا يعيشون في آسيا في حين كان حصة القارة الأفريقية الثلث بينما بلغت نسبة المرضى 5 بالمائة في القارة الأوروبية. أما البلدان الأكثر تضررا فهي الهند والصين واندونيسيا تليها نيجيريا وجنوب أفريقيا مع ملاحظة أن المرض بات يعد مشكلة في البلدان الصناعية أيضا مهددا حياة الفقراء واللاجئين والمشردين ممن لا مأوى لهم لاسيما مع تفاقم تبعات الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم.