لقي ضابط جزائري برتبة عقيد في الجيش مصرعه في كمين نصب له لدى مرور سيارته بالقرب من لغم زرع على حافة الطريق عند مخرج غابة أزفون الواقعة على بعد 50 كلم شرق ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل الكبرى. و تأتي العملية الإرهابية التي استهدفت موكب الضابط العسكري وألحقت جروحاً متفاوتة الخطورة بضباط آخرين لدى عودتهم من تمشيط عسكري واسع بالناحية حيث معاقل ما تبقى من عناصر ما بات يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي .. عشية تجمع شعبي نظمه أمس الجمعة الرئيس بوتفليقة بمنطقة تيزي وزو في إطار الحملة الانتخابية لرئاسيات التاسع أبريل / نيسان المقبل وكان قبله بيوم واحد فقط نظم تجمعا شعبيا مماثلا بولاية بجاية العاصمة الصغرى لبلاد القبائل البربرية حيث استقبل استقبالاً جماهيرياً لافتا رغم نداء المقاطعة الذي دعا إليه الحزب البربري العتيد جبهة القوى الاشتراكية لزعيمها حسين آيت أحمد. و قرار الحزب البربري المتطرف الثاني " التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية " لرئيسه سعيد سعدي تجميد نشاطه خلال حملة الرئاسة. ولم يتوقع الرئيس بوتفليقة كل ذلك الالتفاف الشعبي الذي أحاطه لدى وصوله ولايتي بجاية وتيزي وزو .. حيث لم يخف الرئيس درجة تأثره الواضح عندما قال في ختام تجمعه " بعد هذا الاستقبال الحار يمكنني الموت وأنا مطمئن " وفاجأ الرئيس بوتفليقة أمس الجمعة الرأي العام ومعه وسائل الإعلام المحلية والدولية التي ترافق تنقلاته ضمن حملته الانتخابية المقررة في أكثر من 25 ولاية جزائرية عندما راح يعترف بأنه " لا يعلم لحد الساعة " الأسباب التي أدت إلى اندلاع أحداث الربيع الأسود العام 2001 واصفاً إياها ب " المأساة الوطنية " وراح بوتفليقة أبعد من ذلك عندما اعترف أيضا أنه " أخطأ بشأن مصدر الأزمة في بلاد القبائل " دون أن يبين إن كان ذهب ضحية تقارير مغلوطة أو أنه أخطأ قراءة الوضع بالمنطقة منذ أحداث الربيع الأمازيغي العام 1980 . وجدد بوتفليقة الدعوة إلى من قال عنهم إنهم " يدمون البلاد " لوضع السلاح والاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية .. و عاد الرئيس المترشح للمرة الثالثة على التوالي ، ليشهر لغة الوعيد عندما راح يهدد الذين ضلت بهم السبل بالقول : " الشعب وأجهزة الأمن لكم بالمرصاد "مؤكدا" لا أمن و لا سلام مع الإرهاب " وتعد هذه المرة الثانية قي غضون أقل من أسبوع من انطلاق حملة انتخابات الرئاسة .. التي يشدد فيها الرئيس بوتفليقة اللهجة تجاه الذين حملوا السلاح في وجه أبناء الوطن ، حيث فجرت تصريحاته بغرب البلاد غضب التائبين وعلى رأسهم مدني مزراق زعيم ما كان يعرف سابقاً ب "الجيش الإسلامي للإنقاذ" المنحلّ بعدما ما أمطرهم بوتفليقة بوابل من الكلام الحاد قائلاً بشأنهم" أنتم خربتم البلاد وتريدون الرجوع إلى المجتمع، أنا لا أفرض على الشعب أن يقبل عودتكم في هده الظروف، ورغم ما قمتم به من تخريب فإن الشعب قبل عودتكم واستقبلكم بالحليب والتمر"."