كشفت شهادات ادلى بها ضباط وجنود اسرائيليون شاركوا في العدوان على قطاع غزة، عن فظائع وجرائم تظهر مستوى الانحلال الاخلاقي للجيش الاسرائيلي، وبضمنها عمليات قتل لمدنيين فلسطينيين ابرياء وتدمير غير مبرر لممتلكاتهم. هذه الشهادات ادلى بها جنود وضباط خلال اجتماع عقد منتصف الشهر الماضي في المعهد العسكري التمهيدي الذي يحمل اسم اسحق رابين في اورانيم شرق حيفا، وتضمنتها نشرة خريجي المعهد "بريزا"، التي صدرت هذا الاسبوع، وكشفت صحيفة "هارتس" مقتطفات منها. ومن بين هذه الشهادات المرعبة، عملية قتل بدم بارد لأم غزية وطفليها لتقصير من جانب الضابط الذي اجبرها على مغادرة منزلها دون ابلاغ القناص في الجهة المقابلة بعدم اطلاق النار عليها. وفي شهادته قال قائد حظيرة عسكرية : في احد البيوت كانت عائلة وضعناها في غرفة ثم تركنا البيت ودخلت اليه حظيرة اخرى وبعد قليل اطلق سراح العائلة وقيل لهم سيروا يمينا. ام واحدة وطفلاها لم يفهموا وتوجهوا يسارا. اما الجنود فقد نسوا أن يبلغوا مطلق النار على الرشاس على السطح المقابل بانهم هم من اخلى سبيل العائلة. اما القناص فقد تصرف وفق التعليمات واطلق النار عليهم وقتلهم جميعا. ومن بين هذه الجرائم قتل امرأة عجوز وفقا لما رواه قائد سرية مسؤول عن 100 جندي. وقال انه رأى عجوزا تمر بعيدا في احد المحاور، ولكن بالامكان قتل من يتم تشخيصه هناك.. لا نعرف اذا كانت مشبوهة، ام لا، لا ادري.إلا أن مطلقي النار على السطح قاموا بانزالها أي قتلها . وعند سؤال رئيس المعهد، داني زمير : لماذا اطلق النار عليها؟" جاء الجواب: "هذا ما هو جميل في غزة، ظاهرياً أنت ترى شخصا يمر على الطريق، ليس مهماً أن يكون مسلحاً، وبالامكان اطلاق النار عليه ببساطة .. دوما توجد اخطارات. ما شعرته هو الكثير من العطش للدم لاننا لم نشتبك مع مخربين الا مرات قليلة". وتحدث ذلك القائد عن انظمة اطلاق النار التي تلقوها من قيادتهم العليا خلال دخول المناطق المكتظة والتي تتيح للجنود استخدام الكثير الكثير من النار وقتل الكثير الكثير من الناس كي لا يصاب الجنود ". وحسب الضابط فانه حاول تغيير الاوامر لانه لا يريد ان يقتل مدنيين. لكن رغبة القتل عند الجنود كانت اقوى واصروا على ضرورة قتل أي فلسطيني يتم رصده فهو مخرب او ارهابي" على حد قولهم. واشار الى مسلكيات عنصرية قام بها الجنود ولا علاقة لها بالعمليات الحربية مثل البصق على صور عائلية او تهشيمها او كتابة شعارات تنادي بالموت للعرب على الجدران، وما شابه. وقال "عندما سألت احد الجنود يقوم بتحطيم صورة عائلية لماذا تفعل ذلك فأجاب لانهم عرب". ونقلت صحيفة " هارتس عن رئيس المعهد، داني زامير القول انه لم يعرف مسبقا ما سيرويه الجنود في الاجتماع وان مضمون الامور "اصابه بالصدمة". وحسب اقواله فقد توجه الى رئيس الاركان غابي اشكنازي وحذره من الفشل القيمي الخطير في الجيش الاسرائيلي في اعقاب ذلك. وفي تعقيبه على ذلك، قال عضو الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة أمس إن شهادات جنود الاحتلال ، التي نشرتها صحيفة "هآرتس" تكفي لتكون لائحة اتهام لادانة قادة إسرائيل ووزير الحرب فيها إيهود باراك بجرائم حرب، على خلفية حربهم الإجرامية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وقال بركة : اليوم نقرأ القليل من الكثير الذين نعرفه عن جرائم الحرب التي نفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة، بأوامر مباشرة من الحكومة الإسرائيلية ووزير الحرب فيها وقيادة الجيش، وهي شهادات بدأت تصدر عن جنود شاركوا بشكل فعال في هذه الحرب، وهي اثبات من داخل إسرائيل، لا يمكن الافلات منه.