شهدت العاصمة الإماراتيةأبوظبي عرساً ثقافياً استقطب أكبر دور النشر وموزعي الكتاب من الدول العربية والأجنبية و رموز الثقافة والفكر والإعلام والأدب من الوطن العربي والعالم في احتفالية احتفت بها أبوظبي وذلك خلال الفترة 17-22/3/2009م، حيث كان معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2009م فرصة مناسبة للمشتغلين بصناعة الكتاب والمثقفين والمهتمين بالثقافة والأدب، في الوقت الذي شهدت فيه أروقة المعرض العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية المتنوعة شارك فيها نخبة من رموز الثقافة والأدب والإعلام على مدار أيام المعرض والذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع معرض فرانكفورت الدولي وكانت هذه الدورة الأضخم من نوعها والأوسع حجما وتنوعا وكذلك عدد الضيوف والمدعوين، ويعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب منبراً لدعم صناعة النشر، وتحويل أبوظبي إلى مركز للنشر وحقوق الملكية الفكرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأقصى والعالم كلّه حيث عرضت خلاله وللمرة الأولى فعاليات شيقة مثل "معرض الكتب القديمة والنادرة"، و"الملتقى التعليمي"، و"أضواء على حقوق النشر"، وبرنامج ثقافي موسع والعديد من الأنشطة. وعقدت على هامشه العديد من المنتديات والندوات والمؤتمرات، مثل منبر الحوار، وتوقيع وقراءات كتب، ومناقشات، فضلاً عن "منبر الإلقاء، كما تم استضافة الفائزين بالجائزة العالمية للرواية العربية. وكان الحدث الأبرز مساء الأربعاء الماضي على هامش فعاليات اليوم الثالث للمعرض حيث شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي بقصر الإمارات حفل توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الثالثة 2009 ، والبالغ مجموع جوائزها 7 ملايين درهم بحضور حشد كبير من المثقفين والكتاب والأدباء والإعلاميين. كما شهد الحفل عدد من المسئولين وسفراء الدول العربية والأجنبية وكبار الشخصيات والمدعوين. بدئ الحفل بكلمة الأمين العام للجائزة الأستاذ راشد العريمي رحب فيها بالحضور مؤكداً أن أبوظبي مدينةً عربيةً تعتز بانتمائها الأصيل فيما تشرع للعالم الرحب أبوابها صانعة من الفكر والثقافة والمعرفة جسراً للتواصل وطريقاً إلى الحوار. وأشاد بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، للجائزة ومتابعة دؤوبة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والتي تؤكد على استمرار هذا النهج الحضاري للراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأضاف أن جائزة الشيخ زايد للكتاب هي قبل كل شيء رسالة سلام ومحبة واحترام لإنجازات العقل الإنساني الآية العظمى للخالق وطريقنا إلى معرفته والإيمان به. وأكد العريمي أن الجائزة هي جزء من الدور الذي تعتقد أبوظبي أنه يتعيَّن عليها أداؤه إنسانياً وحضارياً في الخروج بالعالم العربي من الموضع الذي لا يخفى عليكم أنه دون تطلعاتنا -شعوباً وحكومات- إلى ما يجب أن نكون عليه وإلى ما تأخرنا طويلاً في إدراكه. وأضاف العريمي أن الاحتفالً بالدورة الثالثة من جائزة الشيخ زايد للكتاب هي استذكار للراحل الكبير الذي تتشرف الجائزة بحمل اسمه ومحاولة استلهام قدرته الفذة على تمثُّل أعمق قيم الشخصية العربية والإسلامية فيما كان عقله وقلبه منفتحين على كل ما تنتجه الإنسانية من أفكار وقيم إيجابية وهي السمة الفريدة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من شخصية أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد "أمين عام الجائزة" في ختام كلمته أن الجائزة محاولة من القائمين عليها للتوجه للمبدعين والاحتفاء بهم، واختيار أفراد بعينهم لنيل الجائزة يجب ألا يخفي حقيقة تسعى الجائزة لتأكيدها وهي أن التكريم بحد ذاته تكريم لفكرة الكتابة ذاتها وتعبير لاحترام لمن يمسكون بالقلم وما يسطرون. وشاهد الحضور عرضا مرئيا لفيلم وثائفي عن الجائزة ورسالتها وقيمها ونبذة عن الفائزين في الدورة الثالثة وحيثيات الفوز ونبذة عن الكتب الفائزة وعرضا موجزا للسيرة الذاتية للفائزين هذا العام، إضافة إلى استعراض الأنشطة الثقافية خلال معرض أبوظبي الدولي التاسع عشر للكتاب وبرنامج الندوات. وقام سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان يرافقه راشد العريمي بتكريم الفائزين وتوزيع الجوائز وشهادات التقدير. المكرمون الباحث الدكتور باقر سلمان النجار من البحرين وفاز بجائزة التنمية وبناء الدولة عن كتاب الديمقراطية العصية في الخليج العربي. الدكتور يوسف وغليسي من الجزائر فرع المؤلف الشاب عن كتاب "إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد ". وفي فرع الترجمة منحت الجائزة للدكتور سعد عبد العزيز مصلوح من مصر عن كتابه "في نظرية الترجمة : اتجاهات معاصرة". يذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة مستقلة ومحايدة تمّ إنشاؤها تقديراً لمكانة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لأكثر من ثلاثين عاماً - ودوره الرائد في التوحيد والتنمية وبناء الدولة والإنسان، وتسعى الجائزة إلى دعم أكبر للفكر والإبداع من خلال تقدير الإنجازات المميزة في الثقافة العربية. وتمنح كل سنة للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية التي لها أثر واضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وذلك وفق معايير علمية. وتضم الجائزة تسعة فروع مختلفة، تبلغ القيمة المادية الكليّة للجائزة سبعة ملايين درهم إماراتي تمنح كل جائزة ميدالية ذهبية تحمل شعار الجائزة وشهادة تقدير بالإضافة إلى الجائزة الماديّة وتبلغ قيمة جائزة شخصية العام الثقافية مليون درهم فيما تبلغ قيمة جوائز الفروع الأخرى 750 ألف درهم لكلّ فرع. يشار إلى أن الأنشطة والندوات المصاحبة للجائزة والتي أقيمت في إطار فعاليات معرض أبوظبي الدولي التاسع عشر للكتاب في مركز أبو ظبي للمعارض تضمنت حوارات مع الفائزين في الجائزة وندوة بعنوان / الكتاب وفنون الإخراج / في 19 مارس وندوة توزيع الكتاب العربي وتسويقه في 20 مارس وندوة الاسبانية جسر الحضارات العربية واللاتينية في 21 مارس الجاري إضافة إلى توقيع الكتب.