خسرت سوق الأسهم السعودية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، 218 نقطة، بنسبة 5.02 في المائة، وأنهى المؤشر الرئيسي عند 4130، مستويات عام 2003، وخلال أربعة أسابيع متتالية وصلت خسائر السوق إلى نحو 717 نقطة، وما لم تعلن شركات الصف الأول عن بعض نتائجها الإيجابية المشجعة المتوقعة خلال الربع الأول من العام الجاري 2009، ستظل السوق على أدائها المتذبذب، خاصة مع خيبة الأمل التي استولت على كثير من المتعاملين بعد تهميش العلاقة بين السوق السعودية والأسواق العالمية والتحسن الذي طرأ على أسعار النفط، فقد تجاهلت سوق الأسهم السعودية ما جرى على المستوى العالمي، فرغم صعود الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي، حجمت التحسن الذي طرأ على أسعار النفط، فبينما ارتفعت الأسواق العالمية بنسب ملموسة، داو جونز الأمريكي بنسبة 5.80 في المائة، الأسواق اليابانية 4.60 في المائة، انخفضت سوق الأسهم السعودية 13 نقطة، وهو عكس ما كان متوقعا، ما يعني أن سوق الأسهم السعودية لا تزال مرتعا خصبا للتأويلات والتوصيات التي لا تستند إلى حقائق، بل تقتصر على المضاربات المحمومة، وعلى أسهم لا يمتلك أغلبها مقومات البقاء، وإذا ظلت الحال على هذا المنوال فسوق تفقد الأسهم السعودية بريقها، وتصبح سوقا لا تبشر بخير، وتفقد أهميتها كوعاء استثماري حيث كان الهدف الرئيسي من ذلك، فالملاحظ أن الأخبار الجيدة لا تزال موضع شك، والأخبار السيئة من باب تحصيل الحاصل، بل وتؤثر بشكل سلبي قوي على السوق. سحبت السوق معها جميع قطاعات السوق ال 15 باستثناء قطاع الفنادق الذي ارتفع بشكل هامشي، كما تقلص حجم السيولة بنسبة 33 في المائة إلى 16.330 مليار ريال من 24.42 مليارا الأسبوع السابق، وفي هذا إشارة إلى أنه غلب على أداء السوق البيع، وهذا واضح من معدل الأسهم المرتفعة مقابل تلك المنخفضة الذي انكمش إلى 10.62 في المائة، وهو مستوى متدن جدا، فمن بين أسهم 126 شركة جرى تداولها خلال الأسبوع المنتهي في 11 مارس 2009، ارتفع فقط 12 شركة، بينما انخفض 113، مع بقاء سهم المراعي دون تغيير. تصدر الشركات المرتفعة كل من: حلواني أخوان، شمس، والأسماك، فقفز سهم الأولى بنسبة 22.97 في المائة وأغلق على 26.50 ريالا، تبعه الثاني بنسبة 16.88 في المائة وأقفل على 36.70 ريالا، وفي المركز الثالث أضاف سهم الأسماك نسبة 6.97 في المائة، ووقف عند 35.30 ريالا. وبرز بين الأكثر نشاطا من حيث الكميات المنفذة، كل من مصرف الإنماء وسابك، فاستحوذ الأول على نصيب الأسد بكمية قاربت 94.88 مليون سهم، توازي نسبة 10.25 في المائة من إجمالي الأسهم المنفذة خلال الأسبوع، وأغلق على 10.10 ريالات، تلاها الثاني الذي نفذ عليه نحو 70.66 مليون سهم وأقفل على 34.70 ريالا. وانزلق بين الخاسرة خلال الأسبوع الماضي كل من ساب، اسمنت ينبع، والتأمين العربية، فتراجع سهم الأولى بنسبة 30.53 في المائة وأنهى على 39.60، تلته الثانية التي تنازل سهمها عن نسبة 26.56 في المائة وأغلقت على 35.40.