فرضت الأزمة المالية العالمية , تغيراً في أسلوب ونهج برامج ودورات التدريب المقدمة للكوادر الإدارية والفنية داخل عدد من الشركات الكبرى , فيما شكل هذا النهج تحولاً في السياسة التدريبية لشركات لها ارتباط وثيق بشركاتها الأم في بلدان كان تأثير الأزمة فيها بادياً للعيان . وتبعاً لتداعيات الأزمة فقد لجأت بعض من هذه الشركات وفي توجهها نحو خفض التكاليف بإلغاء عدد من عقودها التدريبية أو تقليص ميزانيات التدريب , في الوقت الذي تم فيه إلغاء عدد من العقود التدريبية الترفيهية والتي اعتادت هذه الشركات عقدها في مراكز راقية أو في صالات فنادق فخمة . وكان أن بدأت عدد من مراكز التدريب العاملة والتي تقدم عدد من البرامج التدريبية الاعتيادية أو الخاصة بالعمل على تغيير إستراتيجيتها التسويقية لبرامجها التدريبية للتماشي مع هذا التغير وفقاً للمتطلبات التدريبية الجديدة لهذه الشركات . وكشف ل "الرياض" خالد الشليل عضو لجنة مراكز التدريب الأهلية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض عن أن الأزمة وخلافاً لهذه التحولات المرتبطة بالتدريب في هذه الشركات فقد شهدت توجهاً من بعض الشركات لتكثيف برامجها التدريبية الموجهة لفهم التحليل المالي لهذه الأزمة وبناء تصورات لما سيكون عليه الوضع في المستقبل من خلال هذه الأزمة وتداعياتها . وقال " بحسب دورنا في مراكز التدريب الخاصة للرفع من الأداء التدريبي العام ولتغطية بعض البرامج الهامة في علوم الاقتصاد وليكون لدينا شمولية تدريبية لتغطية متطلبات التأهيل على مستوى القطاعات الخاصة وقبيل الأزمة المالية العالمية حاولنا نشر ثقافة التدريب المرتبط بالتحليلات المالية وما يتبع ذلك من دورات التحليلات المالية وإدارة الأزمات المالية وإدارة المحافظ أو المخاطر والتنبؤات حول التغيرات المالية المستقبلية , غير أن تلك البرامج لم تحظ بالقبول لدى الكثير من الشركات في حينه " . وأضاف أن الحال تغير الآن لدى الكثير من هذه الشركات , حيث تدافعت لمراكز التدريب لعمل عقود تدريبية تعطي علوماً أكثر حول الاقتصاد المالي وعلاقته بالأزمة المالية , مشيراً أن ذلك ما دفع العديد من مراكز التدريب لعمل عقود جزئية مع مدربين هم محللون ومستشارون ماليون الاستفادة مما ليهم من خبرات في كيفية التعامل مع هذه الأزمة . ولم يعط عضو لجنة مراكز التدريب الأهلية إحصائية لعدد الشركات التي شهدت تحولاً جذرياً أو جزئياً في نهجها التدريبي تماشياً مع الأزمة غير أنه أكد أنه وطبقاً لعدد غير قليل من مراكز التدريب أنها شهدت تغيراً واضحاً في نهجها التدريبي طبقاً للمتطلبات الجديدة لهذه الشركات والتي بدأت بالبحث بشكل جدي عن كل ما يمكن أن يجعلها قادرة على مواجهة ما قد يظهر لديها من تبعات لهذه الأزمة .