ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب أقيمت مساء أمس في الخيمة الثقافية ندوة (تجربة الاصدار الأول) شارك فيها الدكتور عبدالله مناع والدكتور عبدالواحد لؤلؤة وأدارها الدكتورحمد السويلم. بدأ د. مناع قائلا:لم اعرف معرضا للكتاب يلقي نظرة على كتاب اصدر منذ سنين طويلة كهذا المعرض، فالاحتفاء والضوء دائما تسلط على الاصدار الجديد. وأضاف: كان أول كتاب اصدرته هو (لمسات) ورأيت ان اعود لقراءة الكتاب للحديث عنه وقبل الشروع في قراءتي استرجعت الزمان والمكان، لأن الكتاب ليس منزوعا منهما، كان المكان هو الاسكندرية الفاتنة قبل أربعين سنة، فمصر كانت تعيش أجمل أيامها، ملهما ومثيرا ودافعا للإنسان للبحث عن ذاته. كنت قد اقتربت من التعرف على ذاتي وامكاناتي بالمشاركة في كتابات وخربشات صحفية، ولا أدري مدى تأثري بالصحف والمجلات المصرية الرائدة في الأدب آن ذاك، في هذه البيئة كانت الخربشات تتحول حتى وصلت إلى الكتاب، عدت بعد هذا الاسترجاع إلى كتابي، غلافه ومقدمته ومواضيعه، لقد لعبت المصادفات أن يكون للكتاب مقدمة يكتبها الأستاذ الكبير محمد حسن عواد . الذي استضافني في القاهرة وأعجب بمحتواه بعد محاورات حول فصوله، وهذا اليوم هو أجمل أيام حياتي، ومضى د.عبدالله مستعرضا ما بعد إصداره الأول عن طريق الشيخ صبحي المدني وشحن الكتاب بحرا إلى جدة، وما كان لزملائه في مجلة الرأي مساعدته في توزيعه ودعمه من قبل بالخير وزير الدولة- وقت ذاك- بشراء مائتي نسخة، وباعتبارها البداية التي وضعت المناع فيما بعد على طريق الكتابة، تحدث بعد ذلك الدكتور عبدالواحدلؤلؤة عن تجربته مع أول إصدار بوصفه يجر الحديث عن الإصدارعن الاصدارات التي بعده نعتبرا أن للاصدار الاول له سمة تختلف عن بقية الاصدارات من خلال السبعينات التي كان عبدالواحد يعيشها في العراق في فترة ازدهاره الثقافي آنذاك.. فالوزارة تعين المؤلف على الطباعة والتوزيع، وكان هذا الاصدار مجموعة من الدراسات النقدية في شتى المجالات، حيث كان الناشرون خلال تلك الفترة يتحكمون في كل شيء في الكتاب الأمر الذي أدى إلى جدل مع المخرج فعنوان الكتاب كان (البحث عن معنى) والمخرج يصر على أن يكون (البحث عن المعنى). وأضاف الدكتور لؤلؤة بقوله: الجميل في الاصدار الاول ان الوزارة سريعة في الاخراج ودقيقة في عدد النسخ فبمجرد ظهور الكتاب كانت الوزارة تدفع بسخاء لقاء كل نسخة وومضى د.لؤلؤة قائلا:كنت اتوق لرأي المقربين بإهدائهم بعض النسخ وإن كان بعضهم يخذلني بعدم القراءة.. ومااثاره من غيره لدى بعض الزملاء الآخرين، لدرجة أن بعض الزملاء كان يتهمني بالكتابة عن الاستعماريين والمتعصبين، ورغم ان هذه التعليقات ممجوجة الا انها تؤثر قليلا في المؤلف كم تحدث لؤلؤة عن بعض المشكلات التي واجهها في الاصدارات التي تلت اصداره الأول بقوله: هناك اصدار صدر من لندن وهو (منازل القمر) فكانت الترجمة بيوت القمر، وعندما تحدثت عن الطابع قال بأن منازل تجمع بمعنى منزول وكانت بمعنى سيئ في العراق، كذلك جاءتني تعليقات مؤذية ومزعجة عندما خرج اصداري (أرض اليباب)، فالمؤلف كما يسره أن يسمع الثناء يسوءه أيضا بعض التعليقات،حيث أعقب ذلك العديد من مداخلات الحضور وأسئلتهم.