نفى الرئيس الروسي دميتري مدفيديف أن يكون تلقى رسالة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن اقتراح أمريكي بالتخلي عن نشر عناصر الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا مقابل مساعدة روسيا في حل المشكلة النووية الإيرانية. وقال في حديث صحفي نقله التلفزيون الروسي: لم تتم أي مباحثات من هذا القبيل، ولم يكن مبادلات مع الجانب الأمريكي بشأن قضايا الملف النووي الإيراني وقضايا الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا. وأضاف مدفيديف: إننا نتبادل الرسائل فعلا. ولكن إذا ما كان المقصود إجراء مبادلات ما فيمكنني القول إن القضايا لم تطرح بهذا الشكل. وأضاف أن طرح موضوع التبادل لا يعتبر شيئا بناء، وقال: لا يشترط أحد ربط هذه القضايا بأية مبادلات، ناهيك الحديث عن الموضوع الإيراني، فنحن نعمل أصلا باتصال وثيق مع الزملاء الأمريكيين حول موضوع البرنامج النووي لإيران. كما قال أيضا: إن ما نتلقاه الآن من الشركاء الأمريكيين يدل على أقل تقدير على أمر واحد هو أن شركاءنا الأمريكيين مستعدون لمناقشة هذه المسألة. وتابع مدفيديف قائلا: هذا أمر حسن بحد ذاته. لأننا كنا قبل عدة أشهر مضت نتلقى إشارات أخرى من هناك: حيث كانوا يقولون إن القرار قد اتخذ ولا مجال للمناقشة، وسنفعل كما قررنا. وإذا ما جرى مثل هذا الكلام فإن الرد اللازم سيأتي لاحقا. وألمح مدفيديف إلى أن قضايا الدفاع المضاد للصواريخ أثارت وما زالت تثير الكثير من الشكوك لدى روسيا في الوضع الذي ولدته الإدارة السابقة. وقال أيضا: إن مبادرة الدرع الصاروخية التي طرحت منذ فترة وجيزة لا تعزز الأمن في القارة الأوروبية ، بل إن الأمر بالعكس فهي تجعله أكثر احتداما. وكان موقف روسيا من هذه الناحية في منتهى البساطة حيث أعلنت رغبتها في بحث قضايا الدفاع المضاد للصواريخ، ومن ثم تكوين الدرع الفعال والمتين الذي يقي من مختلف أنواع الأخطار الكثيرة جدا. وتابع يقول: إذا كان المقصود نشر أجزاء من هذه المنظومة، علما أنها تنشر بالقرب من حدود روسيا الاتحادية فلا بد أن يثير هذا قلقنا لأن هذه المنظومة ستحمي ليس من الأخطار الشاملة بل من أشياء أخرى. ولهذا كان رد فعلنا شديدا. ونحن لا نوافق على ذلك، وإذا ما أبدت الإدارة الأمريكيةالجديدة الفكر السليم واقترحت مثلا إقامة بنية جديدة ما تروق لجميع الأوروبيين وطبعا تروق إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وتكون مقبولة من جانب بلادنا فنحن على استعداد لمناقشتها. وذكر مدفيديف أن الأمن الدولي يشكل عنصرا هاما جدا في العلاقات بين روسيا وأمريكا. قائلا: تود روسيا إقامة علاقات طبيعية وكاملة القيمة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان هذا موقفنا في الفترة السابقة أيضا حين عملنا مع إدارة بوش ونأمل أن تتجسد الإشارات الايجابية التي تلقيناها من واشنطن في اتفاقات ملموسة. يذكر أن موسكو تعارض بشدة نشر نظام أمريكي جديد للدفاع الصاروخي في بولندا وجمهورية التشيك، كانت حكومة الرئيس السابق جورج بوش قد اقترحته سابقا وزعمت أنه يرمي لحماية أوروبا من أي خطر إيراني محتمل، بينما تجد فيه موسكو خطرا على أمنها القومي.