قبيل توجهه بساعات إلى القاهرة أراد المخرج السوري د. محمد رجب أن يخص"الرياض" بحديث خاص حول "مسلسل ليلى مراد" الذي سيبدأ بتصويره في منتصف الشهر القادم ما بين القاهرة ودمشق وباريس ونظراً لأهمية العمل فقد حاولت "ثقافة اليوم" من خلال هذا الحديث أن تحيط القارئ بأهم المحطات التي سيتناولها العمل إضافة إلى رؤية المخرج تجاه أعمال السيرة الذاتية. د. رجب أكد في البداية على أهمية هذه التجربة في مسيرته الفنية واعتبر أن كاتب العمل الأستاذ مجدي صابر واحد من أهم كتاب الدراما العرب وقال: بعد قراءتي لعدد من الحلقات وجدت بأنني أمام نص كتب بحرفية عالية وتكنيك جميل ووقعت العقد مع الأستاذ إسماعيل كتكت بدون أي مقدمات، وأضاف أن زيارتي الحالية لاستطلاع مواقع التصوير واختيار الممثلين ومتابعة تحضير النص والبدء بالتصوير.وسألناه حول خياراته لبطلة العمل والفنانين الآخرين الذين سيشاركون في العمل فقال لازلت أبحث عن بطلة للعمل وهذه البطلة لا أريدها نجمة درجة أولى وخياراتي مفتوحة وممكن أن تكون من مصر أو سورية أو المغرب والحقيقة هناك مجموعات من الفنانات من هذه الدول وأنا أدرس بعضها ورفض رجب الإعلان عن أسماء مرشحة في الوقت الحالي للبطولة حتى لا تثار حساسيات وجدل بين الفنانات، وأشار رجب إلى أن الأدوار الأخرى أيضا مهمة ومعروفة وموثقة في سياق النص مثل: يوسف وهبي ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وروز اليوسف ومحمد فوزي وزكي مراد ونجيب الريحاني وأنور وجدي إضافة إلى عدد من الشخصيات المفترضة التي ستكون أيضا شخصيات رئيسية. وحول ما إذا كان المنتج سيفرض عليه بعض الفنانين أكد رجب بان المنتج إسماعيل كتكت قال له بالحرف الواحد بعد توقيع العقد أنا كمنتج سأتحول لجهة خدمية للعمل وأنت من تقرر ولن أتدخل في اختصاصك أبدا، وعن رؤيته وتلويناته الإخراجية للعمل بعد أن قدم غيره عدداً من مسلسلات السيرة الذاتية يرى رجب أن أي عمل "سيرة ذاتية" لا يختلف عن أي عمل درامي معتبراً أن مسلسل السيرة الذاتية يحتاج إلى رؤية فنية خاصة وليس إلى توثيق وإلا كان بالإمكان أن نكتفي بإنتاج فيلم وثائقي أو كتاب عن الشخصية وأضاف رجب أن الأساتذة والزملاء الذين سبقوه بإخراج مسلسلات سيرة ذاتية قدموا رؤيتهم لهذه الشخوص أو المراحل مشيراً إلى أنه سيعمل على تقديم رؤيته الفنية الخاصة بعيداً عن الإغراق في التوثيق فنياً ولن يحول العمل إلى فيلم تسجيلي مؤكداً بأنه لن يقدم ليلى مراد كشخصية معقمة خالية وبعيدة عن الواقع وكأنها شخصية قادمة من كوكب آخر، وأضاف رجب: سأعمل على تقديمها كإنسانة وفنانة نبيلة بكل تجلياتها الإنسانية والحياتية.ونفى رجب أن يكون قد تعرض لأي ضغوط أو حملات إعلامية بسبب حضوره إلى مصر لأول مرة وقال إن الأشقاء في مصر لم يشعروه أبدا بالغربة والكل مهتم به وخاصة الصحافة المصرية ، وأضاف أن التعاون الفني وتبادل الخبرات يصب في النهاية لصالح الفن العربي، وعن خطوة استعانة الأشقاء في مصر بالمخرجين السوريين برغم وجود كبار المخرجين هناك يقول: أنا ضد هذا المنطق ومصر الشقيقة خرجت كبارا وعمالقة في الإخراج أمثال عاطف الطيب ويوسف شاهين ونور الدمرداش وغيرهم ونحن تعلمنا منهم ومازلنا نتعلم ولكن هناك أسلوبية ورؤية مختلفة عند كل مخرج ولا مانع من تبادل الخبرات وهذا ليس انتقاصا من المخرجين المصريين لأن لهم مدارسهم وأساليبهم في تناول الأعمال الدرامية ونحن لنا أسلوبنا وأدواتنا ولا مانع من هذه التوليفة للخروج بالأفضل، كما أشار رجب بأن الشركة المنتجة تفكر بتصوير مقاطع من المسلسل لتكون فيلما سينمائيا مدته ساعة وخمس وأربعون دقيقة. وعن مراحل شخصية ليلى مراد قال أن أحداث العمل تبدأ في العام 1919 أيام الثورة المصرية ضد الإنجليز وهناك ثلاث مراحل عمرية للفنانة ليلى مراد الأولى تبدأ في الحلقة الأولى وعمرها سنة والثانية عندما كان عمرها 14 عاماً وتأتي ضمن أربع حلقات وممثلة واحدة من الحلقة الخامسة إلى النهاية حيث اعتزلت ليلى الفن وعمرها سبعة وثلاثون عاما، وحول ما أشيع بان العقد مع "فرح ميديا" لم يكن مغرياً أكد رجب بأن عقده أكثر من ممتاز وربما يفوق أجر الكثير من المخرجين الذين سبقوه وأشاد رجب بالجهة المنتجة معتبراً أنها تسعى لتقديم أعمال فنية راقية ومؤثرة، وتمنى رجب في نهاية حديثه أن يقدم من خلال هذا العمل لوحة فنية وإنسانية تساهم في مسيرة الفن العربي. الجدير بالذكر أن الفنانة الراحلة المولودة في القاهرة عام ( 1895- 1916) تعتبر واحدة من أهم الفنانات التي رفدت الساحة السينمائية العربية بعدد كبير من الأفلام إضافة إلى تقديمها أكثر من 1000 أغنية لحنها كبار الملحنين من أمثال: محمد فوزي ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وزكريا أحمد والقصبجي. ومن المتوقع أن يثير المسلسل في حال إنتاجه الكثير من التساؤلات والعواصف في الأوساط الاجتماعية والسياسية نظراً لما تحمله سيرة الفنانة الراحلة من محطات غنية وارهاصات إشكالية.