بلاد الألف وجه. البن والماكادميا. الكرنفال البشري. من إيطاليا هاجروا أناس. ومن أسبانيا ولكنها تتكلم البرتغالية دوناً عن دول أمريكا اللاتينية (الجنوبية). البرتغالية لسان البرازيل. بلاد البن والألف عرق. ألمانيون وبولنديون. وفيها من أوروبا أيضاً إيطاليون وإسبان. وفيها من العرب سوريون ولبنانيون وفلسطينيون. فيها من أقاصي آسيا. من الهند واليابان. بلاد الألف ابتسامة ورقصة. هنود بلون النحاس اللامع. وزنوج مصنوعون من الليل وحلكته. أوروبيون تخلوا عن زرقة العيون وشقرة الشعور. بلاد الألف غريب. كل من فيها جاء من البحر. فكل الأشعار والأغاني من البحر. هدير موج صاخب. وحنون. تنافر. بين الصخور والثلوج. السهول والأنهار والأشجار الكثيفة. بلاد الألف ثمرة. الكاجو يغني. القرفة والقرنفل. رفضوا الأصل الواحد. لا أوروبا ولا آسيا ولا أمريكا. بل لسانهم ليس برتغالياً هو برازيلي. ويتحدث البرازيلية. "والآن يا خوسيه.. ماذا ستفعل؟". العبارة التي لا ينساها أي لسان. في كل مكان في البلاد. ستقرأها في الوجوه عند كل حيرة وغضب. كل فرح وشوق عارم إلى الجنون. ماذا عن الفن والأدب؟. ماذا عن الثقافة؟. في بلاد الألف عجيب!. أدب يحمل شقاء الهندي الأحمر القديم . آلام الزنجي البعيد في باهيا. ومآسي الكابولكو في السرتون. وجوع الفلاح اللاخسي الهارب إلى المصانع. جنون التوركو الضائع في الدروب. عرف العرب جورج آمادو من خلال ترجمات قصصه ورواياته. "فارس الأمل" روايته الأشهر ولكن توفر بالعربية مختارات قصص (دمشق 2002).رواية بلاد الكرنفال (شحاته صادق، مدبولي 1995). زوربا البرازيلي (ممدوح عدوان، 2007). لم يعرف العرب عن مجايله غراسيليانو راموس. الذي عمل مدرسا وصحافياً وسياسياً ولكنه كتب روايات شهيرة مثل "آنجيستا" أو "حيوات جافة"، ولا حتى كتابه المهم " ذكريات السجن". كما لم يعرف العرب خوان غيمارايش روزا أكبر روائيي اللغة البرتغالية صاحب رواية "بوريتي" و"ديا دوريم " . إنه الروائي الذي جعل من القارئ جزءاً من الكتابة. من الحدث في السرد يرافقه أو يسابقه. هناك الروائية كلاريس ليسبكتور صاحبة رواية "قريباً من قلب الفطرة". كتبت قصصاً كثيرة منها للأطفال. ولا ينسى الكاتب عثمان لينز أحد أهم كتاب المقالات. كما ساهم في كتابة الرواية. صاحب العبارة الشهيرة بأن النص الأدبي متفجر بالرؤى والمعاني! رائد الواقعية خوزيه روبيم فونيسكا. وكثيرون. هناك الشاعر كارلوس دروموند آندارده. من شعراء الطليعة الثائرة. وكان موسيقياً جايل موجة البوسا نوفا. التي تأثر بها في الشرق كثر منهم زياد رحباني في أغانيه لفيروز. أوزوالدو دي أندارده الشاعر المشاغب. المولع بالجديد وذو العقلية الجدلية. الذي أصدر مجلة "الأنثروفاجيا" تعني: آكل لحوم البشر لتكون لسان الحداثة الأدبية البرازيلية. فينيتيوس مورالس شاعر الحياة! هارولد دي كامبوس مؤسس مدرسة الشعر المجسد. صاحب كتاب "امتلاك الذات" وكتاب "ما وراة اللغة". ادباء وأديبات من الشمال والجنوب. هناك إيلدا ستين ذات الأصل الألماني ممثلة وكاتبة. هناك ماريا كولاسانتي كاتبة أعمالاً للتلفزيون وساهمت في الحركة النسائية البرازيلية. كتبت الأدب الفانتازي أيضاً. ولا ننسى صديقة آمادو زيليا كاتاي فهي كاتبة مرموقة. إحدى كاتبات سيرته بالتعاون مع والدته. من الدماء العربية تطالعنا أسماء لا تنتهي. الصحافي دافيد نصر. الذي كتب قصة عائدة خوري. ذو الأصل السوري سلمون جورج الشاعر والخطيب والنائب في مجلس النواب الاتحادي. رضوان نصار اسم يعرف بروايتيه "عمل أثري" و"كأس الغضب". هناك نعيم أبو سمرة الذي كتب رواية في أسطنبول. والطبيب السوري الذي صار أديباً سيسيل غنمة. هناك ماريو نعمة أمين أكاديمية الكتاب البرازيلي. عزيز فارس شاعر ملحمة الاغتراب العربي في البرازيل. نذكر من ولا نذكر؟ منيرفا سعادة وديفا جبور الشاعرتين أو كلاريس أبو سمرة الشاعرة التي أصدرت ديوانها وهي لما تزل مراهقة. بلاد الألف قلب. شعراء وفرسان. ملكات وغربان. الأمازون وقصائده البحرية وحكاياته في قلب السمك والطيور. البن يفوح ليغزو الأطلسي نحو المتوسط. يقترب برقصة البوسا نوفا. خوليو إيغلسياس يرافقنا بأغنية البحر. حبيبتي البرتغال حبيبتي البرازيل..