مما لا شك فيه أنه خلال العقد الماضي قد تضاعفت المعلومات والوسائل والإمكانات الخاصة بتشخيص وعلاج الصرع على كافة الأصعدة سواء الدوائية أو الجراحية أو التقنية. ففي المجال التقني حصلت تطورات مذهلة في تخطيط المخ ودخلت التقنية ممثلة بالحاسبات الآلية وحلت محل الطرق التقليدية كما أن المجسات الكهربائية والنواقل تحسنت في نوعها وصناعتها ومنها ما يتلاءم مع تقنية الرنين المغناطيسي وبالتالي أمكن إجراء الرنين المغناطيسي مع وجود هذه المجسات. التطور التقني أيضا يظهر جليا من خلال انتشار وحدات متابعة الصرع وتوفر تقنية التخطيط مع التسجيل بالصوت والصورة للمريض مما سهل دراسة الحالات المرضية مع تحديد البؤرة الصرعية. ومن أهم التطورات في تقنية المجسات الكهربائية هو توفر المجسات الشبكية المتعددة الأحجام والأشكال التي تزرع مباشرة على سطح الدماغ ومن ثم تساعد على تحديد البؤرة الصرعية بدقة. كما أن دخول تقنية التصوير الطبقي بالرنين المغناطيسي فائق الدقة مع استخدام الأشعة النووية لقياس نشاط المخ ساهم بشكل ملحوظ في تطور علاج الصرع وتشخيص مسبباته من تشوهات خلقية دقيقة في قشرة الدماغ وأيضا المساعدة في العلاج الجراحي للصرع. في العقد الماضي دخلت العمليات الجراحية في علاج الصرع بقوة إلى الحقل الطبي وتحدث الوسط الطبي لأول مرة عن إمكانية الشفاء التام من الصرع وتفوق العلاج الجراحي على العلاج الدوائي في علاج بعض حالات الصرع وذلك بفضل الله ثم بفضل التطور التقني في مجال تخطيط المخ والأشعة، كما تضاعف خلال العقد الماضي عدد الأدوية المستخدمة وازدادت معرفتنا بطرق عملها وفعاليتها في السيطرة على الصرع. لقد تمت إعادة اكتشاف التغذية والحمية الكيتونية لعلاج الصرع وهذه الطريقة كانت تستخدم في أوائل القرن الماضي وقد تم الاستغناء عنها مع ظهور أدوية علاج الصرع ولكن تم إعادة استخدامها للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج الطبي وأظهروا تحسنا ملحوظا في السيطرة على الصرع. ومن الوسائل العلاجية الحديثة هي استخدام منظم لكهرباء الدماغ، عن طريق التحفيز الكهربائي المنتظم للعصب الباراسيمبثاوي وهذه التقنية ساهمت أيضا وبشكل ملحوظ على السيطرة على التشنجات المستعصية على العلاج وتخفيف شدتها. وفي نظري أن التطور الأهم خلال العقد الماضي هو ازدياد الوعي الاجتماعي والطبي حول مرض الصرع وتقبل المجتمع لمرضى الصرع. ٭قسم العلوم العصبية