استقبل أطفال سريلانكيون متأثرون بكارثة أمواج المد العاتية التي ضربت آسيا الرئيسين الأمريكيين السابقين بيل كلينتون وجورج بوش الأب برسومات بالألوان للقتلى والجرحى امس الاثنين أثناء جولتهما لجنوب سريلانكا لجمع تبرعات للمناطق التي اجتاحتها الأمواج. وتفقد الرئيسان السابقان في المرحلة الثالثة من جولتهما للمنطقة التي اجتاحتها أمواج المد العاتية في آسيا على متن طائرة هليكوبتر أقلعت بهما من العاصمة السريلانكية ساحل البلاد الذي لحق به الدمار على طول المحيط الهندي حيث سقط نحو 40 الف قتيل في الكارثة التي وقعت في 26 ديسمبر - كانون الأول. ومن الجو كان بامكان كلينتون وبوش الأب البالغ من العمر 80 عاما رؤية آثار القرى الساحلية التي سوتها أمواج المد العاتية والانتعاش التدريجي في الوقت الذي بدأت فيه عائلات اعادة بناء منازلها بحجارة واصلاح قوارب الصيد التي لحقت بها أضرار. وهبطت الطائرة في ملعب رياضي في منطقة ماتارا الجنوبية في طريقها لزيارة مشروع تموله الولاياتالمتحدة لتنقية المياه. واصطف مئات الرجال والنساء الذين كانوا يرتدون الزي التقليدي على طول الطريق وهم يلوحون لموكب الرئيسين السابقين أثناء مرورهما. وتوجه كلينتون وبوش الأب بعد ذلك مرورا بمنازل مدمرة وخيام ايواء إلى مركز لعلاج الآثار النفسية للصدمات حيث يجرى تشجيع الأطفال على الرسم لمساعدتهم على التعافي من الآثار النفسية للكارثة. وقال كلينتون «هناك أضرار نفسية جسيمة هنا لا تراها العين المجردة ولكن ينطق بها هؤلاء الأطفال. لا نريدهم أن يعانوا من هذه الكارثة لما يتراوح بين خمسة وعشرة أعوام من الآن». ويرسم كثير من نحو عشرين طفلا في المركز الآن صورا هادئة لشواطئ يزينها النخيل وقوارب وبحار هادئة. إلا أن الصور المعلقة على الجدران لأمواج المد العاتية والجثث التي تتقاذفها الأمواج في البحر والتي رسمها الاطفال فور الكارثة تعيد للأذهان بشكل مخيف الآثار النفسية كما أن كثيرا من الأطفال الأكثر تضررا ما زالوا يرسمون صورا للموت والدمار رغم مرور شهرين على الكارثة. وقال بوش الأب للصحفيين «هناك أمل... الأطفال هم الذين يؤثرون فيّ». ويقوم كلينتون وبوش الأب اللذان كلفهما الرئيس الأمريكي جورج بوش بقيادة الجهود الأمريكية لجمع التبرعات لضحايا أمواج المد العاتية بجولة لأربع دول للابقاء على اهتمام وسائل الاعلام بالكارثة وحتى لا يفتر حماس الجهات المانحة للمساعدات وللتوضيح للأمريكيين أين تنفق أموالهم. ولم يتوجه بوش الأب وكلينتون للمناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار التاميل في شمال شرق البلاد والتي تأثرت بشكل كبير ايضا بأمواج المد. وكانت ادارة كلينتون حظرت جبهة نمور تحرير تاميل ايلام واصفة اياها بالمنظمة الارهابية عام 1997 وسقط أكثر من 175 الف قتيل في شتى انحاء منطقة المحيط الهندي في أسوأ كارثة طبيعية شهدها العالم وتعيها الذاكرة كما فقد 130 الفاً آخرون ويعتقد أنهم قتلوا. وقالت الطالبة البالغة من العمر 21 عاما سونيمالي جاياسينغ أثناء انتظار الحافلة للتوجه للجامعة «من الجيد أن كلينتون وبوش الأب هنا. أنا من أشد المعجبين بكلينتون. ستساعد زيارتهما على جذب انتباه العالم لفترة أطول نوعا ما». ووصفت صحيفة ديلي نيوز الرسمية الزيارة بانها تمثل «قمة» العلاقات الامريكية السريلانكية وأشادت بجهود المئات من الجنود الامريكيين الذي ساعدوا في أعمال الاغاثة في أعقاب كارثة أمواج المد. وبدأت الحياة في سريلانكا تعود تدريجيا لطبيعتها. وقال كلينتون أثناء العودة لكولومبو «إذا أردتم القيام بشيء من أجل هذه الدولة زوروها». ويتجه كلينتون وجورج الأب بعد ذلك إلى جزر المالديف وهي عبارة عن سلسلة من مئات الجزر المرجانية الصغيرة التي اجتاحتها ايضا أمواج المد لكنها لم تتعرض لاعداد الوفيات الضخمة التي شهدتها اندونيسيا وسريلانكا.