استقبل معالي سفير خادم الحرمين الشريفين في جمهورية مصر العربية هشام محيي الدين ناظر في مكتبه أمس بالسفارة المصابين السعوديين الثلاثة الذين أصيبوا في الانفجار الذي وقع في حي الحسين بوسط القاهرة قبل يومين واطمئن على صحتهم قبيل مغادرتهم القاهرة عائدين الى أرض الوطن. وأعرب المصابون الثلاثة عن شكرهم وتقديرهم للجهود التي قدمتها السفارة السعودية بالقاهرة والمتابعة الشخصية لاحوالهم من قبل معالي السفير مثمنين لمعالي هذه الوقفة غير المستغربة عليه ومثنين الجهود التي قام بها مسؤولو السفارة لمتابعة حالتهم الصحية منذ دخولهم المستشفى لتلقي العلاج حتى خروجهم منه. من ناحية أخرى، كشف وزير السياحة المصري زهير جرانة أن التأثير السلبي لحادث التفجير بالحسين واقع لا محالة مضيفا أن القائمين على صناعة السياحة سيحاولون قدر المستطاع أن تكون تلك التأثيرات محدودة. وأشار إلى سوء الحظ الغريب بالنسبة للسياحة المصرية حيث إن الحادث جاء في توقيت أزمة مالية واقتصادية عالمية أثرت بالفعل تداعياتها في السياحة المصرية. وقال جرانة الذي قطع جولته في اوربا للوقوف على تداعيات الحادث إن القراءة السريعة لمجمل الحوادث الإرهابية التي طالت ألسنة نيرانها السياحة المصرية خلال السنوات القريبة الماضية يتأكد لنا أن مثل هذه الحوادث لا يتعدى تأثيرها في الحركة أكثر من شهرين أو ثلاثة على الأكثر وتعود الحركة إلى النمو مرة أخرى بمعدلها الطبيعي الاعتيادي. وأفادت تقارير مصرية امس الثلاثاء ان اجهزة الامن تستجوب عددا من الاشخاص لمعرفة مدى علاقاتهم بالتفجير الذي وقع الاحد في منطقة مسجد الحسين وسط القاهرة والذي أدى الى مصرع سائحة فرنسية وجرح اكثر من عشرين آخرين. وذكرت صحيفة «الاهرام» إن أجهزة الأمن بدأت عقب وقوع الحادث بعملية استجواب واسعة لأفراد سبق لهم الانتماء لمجموعات وخلايا في منطقة القاهرة وضواحيها. واشارت صحيفة «المصري اليوم» الى ان الشرطة استجوبت11 مصريا كانوا فى موقع الانفجار. وذكرت «الاهرام» ان العملية نفذتها وخططت لها مجموعة تتكون من ثلاثة أو أربعة أشخاص ممن يعتنقون أفكارا متطرفة. إلا ان الصحيفة نقلت عن مسؤولين امنين أن كل الدلائل التي تجمعت لدى أجهزة الأمن تؤكد أن مدبري عملية التفجير لا ينتمون لأي من التنظيمات المتطرفة المعروفة في مصر والتي توقفت عن القيام بنشاطات ارهابية منذ سنوات. واضافت «الأهرام» ان المؤشرات ترجح أن منفذي التفجير استخدموا عبوة موقوتة جرى تفجيرها بجهاز توقيت مشابه للاجهزة المستخدمة في غسالات الملابس. واكدت «الأهرام» إن العبوة الناسفة وضعت أسفل مقعد رخامي موجود في الباحة الامامية لمسجد الحسين بينما وضعت عبوة مماثلة ثانية على مسافة 30 مترا تقريبا والتي أمكن إبطال مفعولها قبل انفجارها. ووفقا لتقرير مبدئي لخبراء الأدلة الجنائية نشرته العديد من الصحف، فان العبوة التي يتراوح وزنها بين كيلو غرام ونصف كيلو غرام احتوت على بارود اسود وقطع الحديد وكمية من الحصى. وذكر التقرير أن العبوة جرى تعبئتها في إناء من الفخار وزودت بمجموعة من الأسلاك والتوصيلات بدائرة كهربائية لكي يتمكن تفجيرها من خلال جهاز التوقيت. ونفي نائب سفير باكستانبالقاهرة عبدالجبار ميمون ما نشرته بعض الصحف المصرية عن تورط ثلاثة رعايا باكستانيين في حادث التفجير. وقال الدبلوماسي الباكستاني إن زيارته لوزارة الخارجية المصرية جاءت في ضوء ما شعرت به بلاده من اهتمام وقلق إزاء هذه التقارير الصحفية مشيرا إلى أن المسئولين في الخارجية المصرية أبلغوه بأنه ليس لديهم حتى الان أي معلومات رسمية بشأن القبض على باكستانيين على خلفية حادث الحسين . وأضاف إن السفارة لم تتلق ما يفيد رسميا بوقوع مثل هذه الاعتقالات .