صوتٌ يضج صداه في أرجاء المنزل «التون أخرج ونظف الحديقة؟، ومن ثم أحضر الكهربائي»، ذلك الصوت المتأجج كان ردة فعل انعكاس لأمه التي استشاطت غضبا من لعب وركل الكرة داخل حديقة المنزل وتحطمت مصابيح الحديقة وبعض أغصان الشجيرات ذات الألوان الزاهية. التون يجلس في زاوية الحديقة ينظر إلى بقايا المصابيح المتحطمة من حوله ودموعه غسلت خديه، جدته لأمه لم تتمالك نفسها وهي ترى حفيدها يحبس عبراته تارة ويبكي تارة أخرى، جلست إلى جواره وضمته بقوة إلى صدرها وربتت على كتفه وهي تقول «رفقا يا بني .. رفقا يا بني.. سأتدبر امرك كما ينبغي»، وطلبت منه في البداية أن يعتذر لأمه ثم ذهبت معه واحضر الكهربائي وأنجز المصباح الجديد وعاد التون ليرتب حديقة المنزل. نصحه الكهربائي أن يلعب في ملعب البلدية والذي يخضع لمراقبة وتأهيل لشبان الحي، نفذ البرازيلي الصغير فكرته ولم يلبث طويلا في ذلك الملعب حتى ذاع صيته في الحي وفي مدرسته، حتى خطفه كشافو الأندية، وبات البرازيلي الأعجوبة حديث مجالس الحي ومن ثم الإعلام وتنبأ له نقاد برازيليون كثر بمستقبل واعد. في النصر في دوري المحترفين السعودي كان التون حاضرا بقوة ومن لاعبي فريقه الجديد المميزين بل أكد نقاد الكرة والمحللون الرياضيون أنه من أفضل المحترفين الأجانب وخصوصا البرازيليين الذين مروا على الكرة السعودية. وأكد التون أنه يلعب بحماسة وكأنه تربى ونشأ في نادي النصر ويكن له ولأنصار وصناع القرار كل الحب والتقدير نظير ما وجده من حب والتفاف وتعاون، وأشار البرازيلي الصغير في حجمه الكبير في عقله أنه لمس إعجاب السعوديين بمستواه الفني من خلال نظراتهم وأحاديثهم والصور التذكارية. وأكد البرازيلي أنه سعيد بتواجده في السعودية وانبهر من الحضور الجماهيري والتغطية الإعلامية، وأكد انه بات تواقا لحصد البطولات مع فريقه متمنيا أن يكون تواجده قويا في ديربي الوسطى وأن يحسم فريقه بطاقة التأهل. ولم يُخف ألتون إعجابه بالكرة السعودية متمنياً أن يحصل المنتخب السعودي على بطاقة التأهل لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا لأن ذلك سيسهم في قوة الدوري السعودي واللاعبين ويدعم سمعة الحركة الرياضية في البلد عند الغرب ويفتح ابوابا أوسع للاحتراف الخارجي.