تشهد العاصمة الجزائر تعزيزات أمنية استثنائية على مقربة من القمة العربية المزمع عقدها يومي 22 و 23 مارس / آذار المقبل. وقال مسؤول بمديرية الأمن الوطني رفض الكشف عن هويته ان خلية أزمة تتشكل من ممثلين عن مؤسسة الجيش و الدرك الوطني و الشرطة تم تنصيبها على مستوى مديرية الأمن أعلنت مدة أكثر من أسبوعين حالة التأهب الأمني القصوى لتوفير الظروف الأمنية المثلى لاستقبال ضيوف الجزائر من القادة و الرؤساء و الملوك العرب الذين يحضرون القمة ليس فقط في المحيط الذي سيحتضن أشغال القمة العربية و لكن على مستوى الجهات الأربع المحيطة بالعاصمة الجزائر و الولايات المحاذية لها. و قال المسؤول الأمني في اتصال هاتفي مع «الرياض» ان حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق الفقيد رفيق الحريري ألقت بظلالها على الموعد الاستراتيجي العربي المقبل، حيث دفعت بمصالح الأمن الجزائرية إلى تكثيف الإجراءات الأمنية و الوقوف عند أدنى التفاصيل الصغيرة تحسبا لأي طارئ. و أضاف المسؤول أن مداخل العاصمة و الولايات المحاذية لها مثل بومرداس و البليدة و تيبازة، توجد منذ فترة تحت «الرقابة الأمنية» من خلال نقاط التفتيش المنتشرة على طول مداخل العاصمة، و التمركز المكثف لأعوان الأمن ووحدات من الجيش الجزائري و الدرك الوطني في الطرقات الوطنية المؤدية من و إلى العاصمة، فضلا عن مضاعفة الحواجز الأمنية في المدن المحيطة بالعاصمة الجزائر، و توجيه فرق إضافية من الشرطة القضائية باتجاه الولايات المحاذية. ويشهد مطار الجزائر الدولي، لوحده تعزيزات أمنية مشددة، تبدو للعيان على بعد أمتار، باعتباره المحطة الأولى لضيوف الجزائر من المشاركين في القمة، و لقد زود المطار بتجهيزات مراقبة حديثة، من كاميرات و ووسائل تحسس للمخاطر و تجهيزات متطورة للإنذار.. و يزيد موقع مطار الجزائر الدولي الحساس، المتواجد في الجهة الشرقية للعاصمة الجزائر، من درجة يقظة مصالح الأمن الجزائرية، حيث لا يبعد المطار عن مشارف ولاية بومرداس (50 كلم إلى الشرق) حيث معاقل التنظيم الإرهابي الجماعة السلفية للدعوة و القتال التي ما تزال بعض عناصرها تنشط على طول المحور الشرقي للعاصمة و على امتداد ولايات تيزي وزو و البويرة اللتين تبعدان عن العاصمة بحوالي 120 كلم إلى الشرق. و لم يخف وزير الدولة وزير الداخلية محمد يزيد زر هوني في تصريحات مؤخراً عن قدرة بقايا التنظيم على إحداث المزيد من الضرر لتوزعها في مجموعات مجهرية لكنها فاعلة لقدرتها على التحرك بسهولة، و للتأكيد على أنها موجودة، فضلا عن بحثها عن الترويج الإعلامي. ويأتي الحديث عن التعزيزات الأمنية الاستثنائية في وقت أكد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح الرجل الثاني في الدولة، و المبعوث الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أنه لمس من خلال الاتصالات التي أجراها مع القادة والرؤساء العرب، استعداد الجميع لانجاح القمة العربية. وأوضح ابن صالح في تصريحات صحفية أدلى بها عقب لقائه بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بالقاهرة، أن كل المؤشرات تؤكد بأن قمة الجزائر ستكون قمة «لم الشمل وتوحيد الصف العربي ومواصلة ما تم القيام به من خطوات في قمة تونس السابقة لاستكمال نهج الاصلاح في العالم العربي». وذكر رئيس مجلس الأمة ان المشاورات والتحضيرات الخاصة بالقمة تشير كلها إلى انها ستكون ايضا منعطفا مهما في تاريخ الجامعة العربية والعمل العربي المشترك.