اكدت إيران أمس انها تحترم سيادة البحرين في خطوة تهدف إلى نزع فتيل الأزمة مع هذه المملكة الخليجية التي هددت بوقف اتفاق بشأن الغاز مع الجمهورية الاسلامية. ودفعت الأزمة الحالية البحرين إلى وقف مفاوضات حول استيراد الغاز الطبيعي من إيران احتجاجا على تصريحات نسبت إلى مسؤول إيران تمس بسيادة المملكة التي يحكمها السنة. وقال حسن قشقوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية لتلفزيون العالم الناطق بالعربية ان «موقفنا من البحرين واضح.اكدنا مرارا اننا نحترم سيادة واستقلال كافة الدول المجاورة والمنطقة خاصة البحرين». واحتجت البحرين بشدة على تصريحات لعلي اكبر ناطق نوري عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الذي قال ان مملكة البحرين كانت من المحافظات الإيرانية ال14 ولها ممثل في برلمانها. وقال قشقوي في تصريحه لتلفزيون العالم «ليست لنا تطلعات في اي بلد. هذه عاصفة خلقها الاعلام. وناطق نوري لم يكن يشير إلى البحرين». واضاف ان ناطق نوري «تحدث في خطابه في مشهد عن انجازات الثورة الاسلامية وقارنها بعهد الملكية المكروه. لم يتحدث مطلقا عن المسائل العالمية والاقليمية والسياسية الراهنة». وفي 11 شباط/فبراير أي بعد يوم من خطاب ناطق نوري نقلت عنه صحيفة «خراسان» الإيرانية قوله في خطابه في ظل محمد رضا بهلوي، الملك الذي لم تكن ترجى منه فائدة، اخذت منا احدى ولاياتنا واصبحت الان دولة اسمها البحرين. واضاف انه «في ذلك الوقت كانت البحرين الولاية 14 وكان لها ممثل في البرلمان». ورفض مجلس النواب البحريني الاربعاء بصورة قاطعة التصريحات الإيرانية. ووصف المجلس في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه «هذه الادعاءات بانها باطلة وغير مقبولة وغير مسؤولة ولا تسهم في تطوير العلاقات والتعاون وتعزيز الثقة بين البلدين الجارين المسلمين». وحذر قشقوي الخميس الاعلام من مغبة «اعادة فتح الخلافات القديمة على الحدود لأنها لن تفيد شعوب المنطقة أو الاخوة او الصداقة». وذكرت صحيفة الأيام البحرينية ان المملكة استدعت فريقها الذي كان في زيارة إلى إيران للاشراف على اتفاق تم التوصل اليه في تشرين الأول/ أكتوبر لتزويد البحرين بمليار قدم مكعب (نحو 28 مليون متر مكعب) من الغاز الطبيعي كل عام. وتوترت العلاقات بين إيران والبحرين سابقا خاصة في تموز/يوليو 2007 بسبب مقالة كتبها حسين شريعة مداري كرر فيها القول بتبعية البحرين لإيران، ما دفع حينها بوزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى زيارة المنامة وتقديم توضيحات وتطمينات من القيادة الإيرانية. إلى ذلك، أعربت كل من روسيا وتركيا عن دعمهما للبحرين أمس في مواجهة المزاعم الإيرانية المتجددة من أن الجزيرة الواقعة في الخليج العربي هي إقليمإيراني من الناحية التاريخية. وأعرب كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والتركي على باباجان عن تأييد بلديهما للمنامة خلال مؤتمرين صحفيين منفصلين مع وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عقدا في مقر وزارة الخارجية البحرينية. وقال لافروف ردا على سؤال حول موقف بلاده من المزاعم الإيرانية الأخيرة «إنه من المهم القبول بالشرعية الدولية وسيادة جميع الدول والامتناع عن أي تشكيك فيها أو الإضرار بها». وقبل ذلك بقليل أعرب وزير الخارجية التركي على باباجان عن دعم تركيا للمنامة حينما قال أن تركيا تدعم البحرين بشكل كامل ولن تقبل بأي تشكيك في سيادتها. وقال باباجان «إن سيادة وسلامة البحرين أمر لا يمكن التشكيك به. ويجب احترام سيادتها». من ناحيته أكد وزير خارجية البحرين توقف المفاوضات التي كانت تهدف للتوصل إلى اتفاق لإمداد البحرين بالغاز الإيراني وأشار إلى أنه من غير المقبول أن يستمر المسئولون الإيرانيون في إطلاق التصريحات التي تشكك في سيادة البحرين. وقال الشيخ خالد إن المهم هو وقف هذه التصريحات وعدم تكرارها لأنه في كل مرة يسمع فيها المواطنون البحرينيون هذه الأشياء فإنهم ينفرون منها وتعيق تعزيز العلاقات مع إيران. وأضاف أننا لا نريد المواجهة مع إيران أو أن نسبب لها أي ضرر. فنحن نريد علاقات طيبة معهم (الإيرانيين). وأعرب كل من العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك عن تأييدهما للبحرين. من ناحية أخرى استنكرت بشدة دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين أيضا التصريحات الإيرانية المعادية تجاه المنامة.