في ارض السحر والباطنية، وراء امواج بحر العرب. يعيش بطل ستبقى روحه اميركية الى الأبد، ولكنه جسداً وشكلاً ينتمي الى الهند حيث تتكشف فصول قصته كصانع خير يتسلق الحيطان. يدعونه سبايدر - مان، الرجل - العنكبوت. ولكنه اذا خلع قناعه سيظهر صبي هندي اسمه بافيتر برافكار. قد يكون بيتر باركر هو الرجل العنكبوت الأميركي الذي يتأرجح بين ناطحات السحاب ويتأمل الذعر الذي يسيطر على مدينته. ولكن في الهند هو بافيتر الذي له كتاب رسوم هزلية للهنود اليافعين الذي يتوقون الى تبني السوبر البطل الخاص بهم. القراء سيجدون ان بافيتر يعيش في بومباي المدينة الساحلية المليئة برجال العصابات ونجوم السينما وبعض اكبر احياء الأكواخ في العالم. انها مدينة بكمية كبيرة من الخير والشر وفواحة بعطر الثراء وروائح الفقر الكريهة وحيث يحقق هنود قادمون من مدن صغيرة ثروات كبيرة، وحيث يقبع ذوو النوايا الشريرة في كل زاوية. غير ان الحبكة الأساسية هي ذاتها: «بافيتر يخطب ود ميرا جاين وليس ماري جين، والعم بن هو العم فيم، والعمة ماري تصبح العمة مايا في النموذج الهندي. ولكن حفاظاً على التراث الباطني القديم للهند بافيتر سيشط الى مسافات اعمق مما فعله بيتر باركر في العالم الخارق فوق الطبيعي. وقوة بافيتر لا تنبع من العنكبوت المشع بل من ترانيم رجل هندوسي متدين. والعفريت الأخضر تحول هنا الى راكشاشا، الإبليس الميثولوجي. وكل الحق في ذلك على جيفان كانع، الرسام الهندي المهووس بشيئين: قلم الرسم والرجل العنكبوت. كانغ قرأ أول كتاب رسوم سبايدر - مان عندما كان في الخامسة من عمره ثم استهلك كافة القصص الأخرى على مدى السنين التالية. وتبلورت ميوله عندما وقعت شركة غوتام للترفيه الهندية اتفاقاً مع شركة مارفل انتربرايز الأميركية التي تنشر قصص الرجل - العنكبوت. وعلى الأثر استعانت بوتام بكانغ. ويقول كانغ (25 سنة): «وفكرت، ماذا لو قلنا ان الرجل - العنكبوت مولود في الهند؟ الن يكون ذلك مثيراً للاهتمام؟». وتبدأ القصة بمغادرة بافيتر قريته الفقيرة الى بومباي حيث يتبناه عمه ويرسله الى مدرسة كبيرة. وهذا تغير صعب.. اصله المتواضع والدوتي - الشرشف الفضفاض الذي يلفه هنود الأرياف على اجسامهم - يجعله هدفاً لسخرية رفاقه الأغنياء المتعجرفين في الصف. ولكن لا يلبث بافتير ان يستعيد قواه والمشاكل المدرسية تصبح ثانوية امام معارك اكثر اهمية، وينسج العنكبوت شبكته على صرح تاج محل ويقفز من الريكشو - التاكسي ذات الثلاث العجلات التي تملأ شوارع المدن الهندية. انه يكافح من اجل العدالة ويساعد الضعفاء. وسيباع الكتاب الهزلي خارج الهند ايضاً، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، والقراء سيعثرون على بطلهم في عالم الخرافات والسحر، حسب سوريش سيثاران مدير شركة غوتام؟ ولكن كما في اميركا كذلك في الهند.. هدف مشروع الرجل العنكبوت هو المال. وتأمل شركة غوتام الى استغلال الثقافة الشبابية المتأججة المتوجهة نحو الأطفال الهنود بوضع الرجل العنكبوت في فنائهم الخلفي. وهذه الأيام المال متوفر بكثرة في الهند. ففي حين يعيش مئات من الهنود في حالة الفقر، هناك ايضاً متاجر كبرى وأصحاب ملايين - وأطفال من الطبقة الوسطى يفتشون عن الروايات الهزلية. وقد كانوا حتى الآن يحصلون على الرجل العنكبوت والرجل الوطواط الأميركيين، ثم آن الأوان لكي يكون لهم عنكبوتهم المحلي. الا ان وصول بافيتر يثير سؤالاً مهماً : «هل سيجتمع الرجلان - العنكبوتان في مرحلة ما؟». يقول سيثارامان: «لا. انهما يختلفان عن بعضهما البعض. لا يمكن ان يكون سوى رجل - عنكبوت واحد. في الحقيقة هناك رجل - عنكبوت واحد، وهو في مخيلتنا ومخيلتكم وهو مولود في الهند».