أكد وزير الخارجية والتعاون المغربي محمد بن عيسى وجود مشاورات لعقد قمة مغاربية مذكرا بأنه كان هناك توافق منذ البداية لانعقادها الا أن هناك بعض الخلافات الجانبية التي يسعى جميع الأطراف للتغلب عليها على حد قوله. وفي اطار المساعي الحثيثة التي تبذلها الدول المغاربية لاعادة بعث الروح في اتحاد المغرب العربي اجتمع أول من أمس الخميس بالرباط مجلس وزراء خارجية اتحاد المغربي العربي والذي تزامن مع الاحتفال بالذكرى السادسة عشرة للاعلان عن قيام الاتحاد بمراكش. وأجمع وزراء خارجية الاتحاد على ضرورة اعطاء الدفع اللازم للاتحاد باعتباره خيارا استراتيجيا لمواجهة التحديات ومواكبة العصر. وأبرزوا أن اتحاد المغرب العربي يمثل اليوم وسيلة أساسية للعمل على الصعيد العربي والافريقي والدولي مؤكدين على أن هناك مؤشرات تبشر بانطلاقة جديدة للاتحاد. وانكب الاجتماع على دراسة مجموعة من القضايا التي تهم تفعيل الاتحاد لمواجهة تحديات التنمية والتحديث والتعاون مع التكتلات الأخرى. واتفق وزراء خارجية الاتحاد على توفير ظروف أفضل لسير عمل الاتحاد وبعث دينامية جديدة في مؤسساته، وأن الاتحاد متى استكمل بناء صرحه فسيشكل منبرا لأعضائه للتعبير عن مواقفهم بخصوص ما استجد في العالم العربي أو في العالم بصفة عامة. وأكد الحبيب بولعراس الأمين العام لاتحاد المغرب العربي أن اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد يعد استجابة أخرى ومتجددة للانشغالات المسؤولة أمام التاريخ والأجيال واعراب عن التمسك الجماعي بالاتحاد والانكباب من خلال التشاور والتنسيق على السبل الكفيلة باعطائه الدفع اللازم باعتباره خيارا استراتيجيا لا رجعة فيه. وقال وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى ان «الأحداث التي نعيشها اليوم من مستجدات جيواستراتيجية واقتصادية واجتماعية وحضارية تحتم علينا التفكير بعمق في واقعنا المغاربي والتغلب على الذاتية والمضي قدما بروح التضامن والتآزر في معالجة القضايا وتجاوز الخلافات التي تعترض مسيرة الاتحاد». ويذكر أن مؤسسات اتحاد المغرب العربي كانت قد تعرضت للتجميد منذ عشر سنوات تقريبا على اثر خلافات حادة نشبت بين أعضائه. فبالاضافة الى المشكل القائم بين الرباط والجزائر حول الصحراء كان المغرب جمد عضويته في اتحاد المغرب العربي غداة اتهام الرباط للسلطات الجزائرية بالتورط في الحادث الارهابي الذي وقع سنة 1994 بمدينة مراكش وأدت الى مقتل سائحين اسبانيين. واتهمت نواكشوط السلطات الليبية بالوقوف وراء المحاولات الانقلابية التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة. كما أن ليبيا هددت أكثر من مرة بالانسحاب من اتحاد المغرب العربي بل من الساحة العربية ككل واتجهت لاقامة تكتلات على المستوى الافريقي. وكانت أعلنت في هذا الاطار تخليها عن رئاسة الاتحاد في العاشر من شهر ديسمبر الماضي لولا اتصالات حثيثة كان قام بها آنذاك الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أدت الى تراجع الرئيس الليبي معمر القذافي عن موقفه. غير أنه وبحسب مصادر دبلوماسية فان دول أعضاء الاتحاد المغرب العربي أدركوا أخيرا أنه لا يمكن رفع العديد من التحديات المفروضة الا من خلال العمل ضمن اطار تكتل سياسي موحد. فبالاضافة الى تحديات الارهاب والهجرة السرية ومشاكل التنمية الاقتصادية، باتت التكتلات السياسية الكبرى كالاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي وغيرهما تفضل معالجة المشاكل المذكورة في اطار من التنسيق مع مجموع دول اتحاد المغرب العربي عوض مخاطبة كل عضو من أعضاء الاتحاد على حدة.