خلال المؤتمر السنوي للجمعية العالمية للسلس البولي وجمعية الأمراض البولية النسائية الذي عقد في باريس بتاريخ 7 إلى 11 رجب 1425ه الموافق 23 إلى 27 أغسطس 2004 والذي حضره أكثر من 2700 اخصائي نوقشت خلاله آخر التطورات حول السلس البولي والبرازي وتضخم البروستاتا والمشاكل البولية لدى النساء والرجال ونطرح اليوم أبرز النتائج التي تم التوصل اليها في هذا المجال: السلس البولي عند النساء عرض باحثون هولنديون نتائج أبحاثهم على الآلاف من النساء تتراوح أعمارهن ما بين 45 إلى 85 سنة وأظهروا أن حوالي 60٪ منهن يشتكين من السلس البولي وحوالي 51٪ من سلس البراز و5٪ من الامساك المزمن خصوصاً إذا ما كانت تلك النساء مصابات بتدلي أعضاء الخوض. وبعض التشوهات في الحوض قد تحصل عند بعض النساء بين سن 18 و25 سنة واللائي لم يلدن سابقاً، وقد يكون سببها خلقياً أو مكتسباً بسبب السمنة والامساك المزمن. وقد أبرز الدكتور «موريس» نتائج مبتكرة حول احتمال حصول توتر عصبي في المثانة مع زيادة نشاطها نتيجة خلل جيني في كروموزوم 13. وأما بالنسبة إلى بول الفراش لدى الأطفال واليافعين الذين تراوحت أعمارهم بين 5 إلى 18 سنة فلم تظهر نتائج دراسة أجراها الدكتور فوريسون، أي تأثير للعوامل الاجتماعية أو الجغرافية في حدوث تلك الحالة. وبيَّن أن حوالي 10٪ من هؤلاء الأطفال يشتكون من عدم القدرة في التحكم الإرادي في التبول ومنع السلس الليلي وأن في حوالي 3٪ منهم تستمر تلك الحالة لعمر 15 سنة أو أكثر وأن بول الفراش قد يعود بعد الشفاء منه في حوالي 3٪ من تلك الحالات، وأنه لم يتم علاج معظم هؤلاء الأطفال إلى بعد سن 7 سنوات من العمر. وفي دراسة قيمة استعملت خلالها التخطيط الإلكتروني على المثانة والصمام مع تصويرهم الإشعاعي بالصبغة أظهر الدكتور «كجيوارا» ومعاونوه أن معظم الأطفال الذين لم يتجاوبوا مع العلاج الطبي الأولي المعترف به عالمياً لتلك الحالات قد يكونون مصابين بعاهات بولية أبرزها قلة سعة المثانة وجُزر البول منها إلى الكلى وعدم القدرة على تفريغها كاملاً مع تواجد كمية عالية من البول فيها بعد الانتهاء من التبول وأن هؤلاء ال 1060 طفلا اشتكوا في الماضي من التهابات بولية متكررة والامساك المزمن وبول الفراش. وفي دراسة أخرى على 2109 نساء تراوحت أعمارهن ما بين 40 و69 سنة تبين أن الأعراض البولية أثناء الطفولة وأبرزها التبول المتكرر أثناء النهار والليل ترافق مع الإلحاح البولي وكثرة التبول الليلي مع التقدم في السن، مما يوحي باستمرار الأعراض البولية من سن الطفولة إلى الكهولة بسبب آفات خلقية تصيب المثانة وتزيد من نشاطها وتوترها. وأظهرت دراسة نرويجية على 27,936 امرأة زيادة نسبة السلس البولي عند أولئك التي أصيبت بأعراض تنفسية مثل السعال والأزير الربواني وضيق التنفس والربو في الماضي. وأما بالنسبة إلى البول الليلي نتيجة زيادة كمية البول المفروغة ليلياً فقد أظهر الدكتور «أبرامس» ومعاونوه أن نسبتهن تتراوح بين 63٪ إلى 83٪ قبل سن 65 سنة، و86٪ إلى 90٪ فوق هذا السن. وقام الدكتور دونالسون وزملاؤه بدراسة قيمة على 14,000 امرأة يشتكين من تكرار التبول نهاراً وليلاً والإلحاح البولي والسلس والتي توبعت لعدة سنوات بدون أي علاج وأظهر أن الأعراض زادت شدتها بعد الستين سنة من العمر وأن الأعراض الإلحاحية استمرت في التصاعد حتى بعد سن 80 سنة. وأبرز الدكتور «رورثفيث» والدكتور «هنسكار» من ألمانيا أن نسبة السلس البولي كانت أقل عند النساء اللائي ولدن أول طفل قبل أن يتجاوزن 25 سنة من العمر. وأما بالنسبة إلى تدلي الحوض الشديد فكانت نسبته حوالي 40٪ من أصل 653 امرأة تم الكشف عليهن من قبل الدكتور «سليكرتن هوف» وكانت أبرز أسبابه تخاذل التناسق العصبي العضلي في الحوض وكانت مسببات الاحتباس البولي هبوط المثانة مع التواء الإحليل تحت عنقها. وقد تطرقت عدة أطروحات حول تأثير السلس البولي على الحالة النفسية، فبرهنت أن تلك الحالة قد لا تسبب قلقاً عميقاً عند هؤلاء النساء ولا تؤثر بشدة على جودة حياتهن عكس ما كان المعتقد في الماضي، إلا في بعض حالات المثانة العصبية نتيجة السنسنة المشقوقة التي تسبب السلس البولي والالتهابات البولية والامساك المزمن وسلس البراز التي قد تؤثر سلبياً على وجودة الحياة والتي تتحسن بدرجة عالية بعد المعالجة. وأما بالنسبة إلى تشخيص أسباب السلس البولي فقد تطرق عدة باحثون إلى هذا الموضوع المهم ونتائج الدراسات الديناميكية الإلكترونية لتخطيط المثانة والصمام للتوصل إلى تشخيص دقيق يساعد على معالجة خاصة ومركزة حسب الأسباب المشخصة في مختلف أنواع السلس إن كان الحاحي أو ضغطي أو انسدادي المنشأ. ففي دراسة على 1809 رجال ونساء يشتكون من إلحاح بولي مع سلس نتيجة مثانة عصبية كانت نسبة حدوث فرط نشاط المثانة متمثلاً عند وجود أو غياب التكرار البولي في حوالي 63٪ من تلك الحالات.. وأبرز الدكتور «سلاك» وزملاؤه أهمية قياس مقاومة الاحليل الداخلية بالطريقة الإلكترونية للتنبؤ من حصول سلس بولي عند النساء فبرهنوا أنه إذا ما زادت على حوالي 119 سنتمرا من الماء فذلك يؤشر إلى عدم حصول السلس الذي قد يحصل عندما تنخفض تلك المقاومة إلى أقل من 79 سنتمرا من الماء. وأما إذا كانت سرعة جريان البول أقل من 15 إلى 21 ميلي ليتر في الثانية كما أظهرت دراسة قام بها الدكتور «بيسكوتو» على 78 امرأة فذلك يدل عادة على وجود انسداد في عنق المثانة أو الاحليل.. وشدد الدكتور على أهمية القيام بالدراسات البولية الديناميكية بواسطة التخطيط الإلكتروني و«فحص السعال» لتشخيص تدلي أعضاء الحوض عند النساء، بينما أظهر الدكتور «وليامس» أن تسجيل اليوميات بالنسبة إلى كمية السوائل المشروبة وكمية البول المفروغ نهاراً وليلاً وتاريخ المريضة الطبي قد يتفوق على الفحوصات والتحاليل الأخرى لتشخيص السلس البولي. وأما بالنسبة إلى تناذر آلام الحوض المزمنة التي لا نزال نجهل أسبابه فقد اقترح الدكتور «ليفين» أن سببه الرئيس قد يعود إلى نقص التاكسج في المنطقة تحت المخاطية داخل المثانة. وأما بالنسبة إلى حدوث المثانة العصبية نتيجة داء السكري فقد يعود إلى نقص في عوامل نمو الأعصاب كما أظهرت دراسة قام بها الدكتور «ساتو» على الفئران. وأما أسباب ضعف عضلات المثانة فقد يكون سببه الأولى نقصا في مستقبلات الأعصاب المسكارينية M3 فيها كما يحصل عادة عند المسنين من الرجال. وعرضت عدة أطروحات أثناء هذا المؤتمر حول معالجة السلس البولي وفرط نشاط المثانة العصبية وانسداد عنق المثانة والاحليل وأظهرت دراسة يابانية أن استعمال مثبطات مستقبلات الجهاز الود كالنفثوبيديل Naftopidil والتمسولوسين Tamsalosin قد يمنع تقلصات المثانة غير الإرادية ويخفض نشاط العصبونات الواردة في عضلاتها، وبرهن الدكتور «هوسوي» في دراسة على فئران استؤصلت مبيضاتهن أن معالجتهن بالهرمون الأنثوي «إيستراراديول» Estradial أدى إلى تقوية عضلات المثانة مما قد يساعد بعض النساء بعد سن اليأس إلى استعادة نشاط المثانة المفقود. وقد برهنت عدة دراسات قيِّمة استعمال حقنة عضلات المثانة بالبوتوكس Botox لمعالجة فرط نشاطها حتى في حالات إصابة النخاع الشوكي بالرضخ أو بالتصلب المتعدد مع انخفاض نسبة السلس وتحسين وظيفة المثانة وجودة حياة المرضى، وحتى هؤلاء المصابين بفرط نشاط المثانة المجهول السبب أو بالمثانة العصبية، وذلك بتأثير تلك المادة على أعصاب المثانة الواردة. وأظهر الدكتور «جيانتوني» أن «البوتوكوس» لا يؤثر على الأعصاب الواردة في المثانة وحسب، بل له مفعول إيجابي على الأعصاب الصادرة أيضاً بتخفيضه عامل النمو للأعصاب مما يفتح آفاقاً جديدة في معالجة المثانة العصبية المقاومة للعلاج الدوائي، إذ أنه يزيد سعتها ويقلل من الإلحاح للتبول مع زيادة كمية البول التي تدفع عادة المريض إلى افراغها بسرعة وينقص تكرار البول نهاراً وليلاً ويخفض معدل البول الثمالي المتبقي فيه بعد الانتهاء من التبول. وقد تقبل معظم المرضى هذا العلاج بكل رضا وامتنان ولم تحدث أية أعراض جانبية خطيرة مع استعماله. وأما من ناحية العلاج الدوائي للمثانة العصبية المفرطة النشاط فقد تمت دراسة قام بها الدكتور «جيانيتساس» وزملاؤه على 128 امرأة مصابة بتلك الحالة، حيث قارنوا العقارين الأكثر رواجاً لها وهما «ثولنيرودين» (Toltesodine) و«أوكسيبيدثينين» Oxqbutinin لمدة ستة أسابيع وأظهروا أن تلك العقاقير كانت متماثلة بمفعولها بالنسبة إلى زيادة كمية البول المفروغة في حالات وجود كميات قليلة من البول مع ضغط منخفض أو مرتفع في المثانة، ولكن لم تنفع في حالات ارتفاع حجم البول والضغط في المثانة. وتبين من دراسة أخرى أجراها الدكتور «جيراني» أن عقارين «بروبيفيرين» Propivetine و«أوكسيبيونيفين» Oxqbutinin لا تؤثر على وظيفة المثانة الحركية أو قلوصيثها. وفي حالات بول الفراش المقاوم لشتى أنواع المعالجات المعهودة أظهر الدكتور «فيرمانديل» أن استعمال برنامج تدريب المثانة مع مضادات الفعل الكوليني والمنبه الليلي ساعد في زيادة سعة الثانة في 86٪ من هؤلاء الأطفال ووضع حدّ لبول الفراش بنسبة 69٪ منهم خصوصاً إذا ما أفرغوا المثانة مرة ليلياً على الأقل، وذلك بعد سن البلوغ. وأما بالنسبة إلى السلس البولي بسبب الضغط عند النساء فقد برهنت عدة دراسات فعالية العقار الجديد «دولكيستين» Duloxetine في وضع حدّ له في الكثير من الحالات. وفي دراسة حول بول الفراش أو السلس البولي أثناء النوم، فقد قارن الدكتور «فرا» نتائج المداواة السلوكية واستعمال عقار «ديسميوبريسين» Desmopressin على 30 طفلاً يعانون من تلك الحالة وأظهر تحسناً يفوق 50٪ نسبة في حوالي 50٪ لكل من تلك العلاجات بعد حوالي 30 يوماً من بدء العلاج مع نكس لتلك الحالة بنسبة 6٪ للعلاج السلوكي و30٪ للعلاج الدوائي. وتبين من عدة دراسات أخرى أن دمج العلاجين يعطي نتائج جيدة على المدى الطويل أي بعد سنة تقريباً مع تحسين جودة الحياة ومدة النوم وتخفيض عدد التبولات الليلية وتحسين الانتاج الوظيفي اليومي. وأكدت عدة دراسات فعالية العقاقير الجديدة «فيسوكيرودين» Fesoterodine وSVT-67704 و«داريفيناسين» Darifenacn لمعالجة المثانة العصبية المفرطة النشاط مع تخفيض نسبة السلس البولي والتبولات الليلية مع أعراض جانبية طفيفة مثل جفاف الفم والامساك. كما كان للعقار «سوليفيناسين» Solifenacin مفعول جيد بالنسبة إلى السلس والالحاح البولي على المدى الطويل مع تقبل ممتاز من المرضى. وقد حصل الدكتور «رودي» على نتائج ممتازة باستعمال العقار الجديد «تروسبيوم» Trospium في حالات المثانة العصبية من حيث زيادة حجم البول المفروغ لكل تبول وتخفيض التكرار والإلحاح البولي نهاراً وليلاً، وذلك بعد أسبوع من استعماله مع أعراض جانبية طفيفة أهمها جفاف الفم والامساك. وكانت تلك النتائج مماثلة للعقار الجديد «بروبيفيرين» Propiverine من حيث الفعالية وقلة المضاعفات، وبالنسبة إلى العلاج الجراحي للسلس البولي فقد عرضت في هذا المؤتمر عدة مقالات حول وسائل جراحية مبتكرة لمعالجته خصوصاً تلك التي تستعمل الشريط المغروز جراحياً تحت الاحليل من ناحية المهبل TVT وشددت على أهمية الامتناع عن وضعه تحت الضغط لتفادي المضاعفات وأهمها الاحتباس البولي وأنه لا يحتاج إلى القيام بالفحوصات الديناميكية بالتخطيط الإلكتروني قبل العملية للحصول على النتائج الجيدة التي قد تصل إلى حوالي 86٪ بعد حوالي سنتين من استعماله. وأكدت عدة أطروحات نجاح استعمال الشريط عبر السدادة في معالجة السلس البولي الضغطي مع قلة المضاعفات. وأبرزت عدة دراسات نتائج جيدة مع استعمال التنبيه العصبي للأعصاب العجزية Neuromodulatirn على حوالي 156 مريضاً عالمياً مع نسبة تحسين الأعراض البولية منها السلس البولي وإلحاح وتكرار التبول والاحتباس البولي في حوالي 65٪ إلى 76٪ من تلك الحالات على مدى 5 سنوات. ولأول مرة أكدت الاختبارات التي قام بها الدكتور «سوزوكي» إمكانية تجدد العصب الخثلي بعد زرع قطعة من الكولاجين الدروك حيوياً كممر له عند الكلاب، كما نجح الدكتور هنسان في تحسين الأعراض البولية الالحاحية نتيجة المثانة العصبية بواسطة تنبيه الاوراد الواردة للعصب الفرجي عند المرضى المصابين برضخ النخاع الشوكي وأعطت أيضاً الاختبارات حول تنبيه أعصاب العضو التناسلي والبظر نتائجاً إيجابية في معالجة فرط نشاط المثانة في حالات التصلب المتعدد. وقام فريق من الباحثين في جامعة «سوبولو» في البرازيل على زرع الخلايا الجزعية لإنتاج العضلات والأعصاب والغضروف مما يساعد على استعمالها في تصحيح آفات الجهاز البولي. وعرضت في المؤتمر نتائج عدة دراسات عالمية حول استعمال التمارين على عضلات الحوض لمعالجة السلس البولي وغيرها من المشاكل البولية والتناسلية وأظهرت نتائجاً جيدة على المدى الطويل حتى في تحسين الطاقة الجنسية وتقاطر البول بعد الانتهاء من التبول وبنسبة السلس البولي خصوصاً إذا ما استعملت مع العلاج المغناطيسي في تلك الحالات.