أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في وقت سابق عن طرح خدمة جديدة بعنوان أعجمي هو (إيزي نت)، واستبشر كثير من مستخدمي الإنترنت بهذه المبادرة راجين أن تكون دافعاً لمسيرة تقدم الإنترنت وتقنية المعلومات في البلد، إلا ان كثيرين لم تصلهم فكرة المشروع فضلاً عن فهمه أو الحكم عليه على الرغم من أنه كان من المقرر أن يطبق في أول شهر ذي القعدة، ولكن أجل الموعد إلى الأول من يناير 2005 م. ويقوم المشروع على تيسير الدخول على الإنترنت مباشرة بطلب الأرقام الجديد لمزودي الخدمة (863 ) بدون الحاجة إلى شراء بطاقات أو التقيد بعدد ساعات محدود، وتقوم شركة الاتصالات بحساب ساعات الدخول من رقم هاتف المستخدم إلى كل شركة، ثم تعطي كل شركة ما يقابل استخدام المتصل بها، وبهذا يمكن أن يتعامل المستخدم مع أكثر من شركة حسب ما يتوافق مع احتياجه ورغبته. وعن كيفية الحصول على هذه الخدمة أوضحت الشركة أن العملاء الذين تعمل خدمة الإنترنت لديهم لكي يتحولوا إلى الخدمة الجديدة فما عليهم سوى تهيئة جهاز الحاسب الخاص بهم وتغيير رقم الاتصال إلى (863) الخاص بمقدم الخدمة التي يرغب الاتصال بالإنترنت عن طريقها وذلك من دون الحاجة إلى وجود رمز دخول ورقم سري. أما بالنسبة للعملاء الذين ليس لديهم خدمة الإنترنت الحالية فعليهم الاتصال بمركز العناية بعملاء الهاتف (907) للحصول على الخدمة. وعلى الرغم من بساطة الفكرة ووضوحها، إلا أنها تحقق أهدافاً كبيرة وكثيرة، ومن أهمها: كسر حدة المنافسة السلبية بين مزودي الخدمة، حيث انحصرت المنافسة سابقاً على تكثير منافذ التوزيع والبيع لجلب أكبر عدد من المستخدمين دون العناية بتقديم خدمة اتصال ممتازة، أو تقديم خدمات إضافية ترغب المستخدم في الاشتراك مع هذه الشركة دون تلك. ومن الفوائد كذلك: توجيه أنظار المستخدمين إلى شركات مغمورة للاستفادة منها، دون التكتل على الشركات الكبرى المعروفة والتي يزدحم عليها المستخدمون لكثرة انتشارها واشتهار اسمها. ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه الخطوة قمنا بالاتصال بعدد من مسؤولي شركات الإنترنت العاملة في المملكة. المبادرة في صالح البلد الأستاذ «أسامة النجار» نائب رئيس شركة نسما يقول عن هذه المبادرة : (إنها قتلت بحثاً بين هيئة الاتصالات وشركات الإنترنت ولجنة تقنية المعلومات في الغرفة التجارية بالرياض منذ عامين، وخلصنا إلى أنها مبادرة في صالح البلد ومصلحة المستخدم ومصلحة مقدمي الخدمة، لأنها تساهم في انتشار الإنترنت للجميع، وتخفف الأعباء على الجميع، وتجربة جمهورية مصر في هذا المجال تظهر أنهم استطاعوا أن يضاعفوا ساعات الاتصال بالإنترنت على مستوى الدولة خلال 18 شهراً، بمعنى أن حجم السوق تضاعف خلال سنة ونصف من جراء تنفيذ هذه المبادرة، وأتوقع لها النجاح هنا في المملكة.) وأضاف النجار (هذه المبادرة ستجعل الشركات تكثف الإعلان أكثر، وتهتم بتقديم خدمات أفضل في سبيل الحصول على أكبر قاعدة مستخدمين.) غير أنه امتنع عن التصريح عن قادم الشركة الجديد لهذه المرحلة المثيرة في تنافس شركات الإنترنت. ويؤكد أسامة على أن هذه المبادرة ستكون موازية للبطاقات لا ملغية لها، ووضح أنه من حين تطلق خدمة ( إيزي نت) فإن تسعيرة الهاتف ستكون 2.25 ريال للاتصال بالإنترنت عبرالبطاقات مسبقة الدفع المتوفرة حالياً، في حين أن الاتصال عبر ( إيزي نت) سيكون ب 3 ريالات، وهذا التفريق في التسعيرة، مشابه لما تطرحه شركة الاتصالات - الجوال، من تنويع بين الجوالات المفتوحة وبطاقات (سوا) ، فهذا التنوع مفيد للجميع لاختيار ما يناسبهم. كما أن الاتصال ب (إيزي نت) سيكون أسهل حيث لا يتطلب - حسب قوله - اسم مستخدم ولا كلمة مرور. المستخدمون في المملكة قلة حدثنا الأستاذ »فهد الحسين« من شركة أول نت قائلاً : (لا شك أن هذه خطوة إيجابية ونشكر هيئة الاتصالات عليها، وهذه الخطوة ستساعد على انتشار الإنترنت في المملكة، فإن نسبة انتشار الإنترنت في المملكة قليلة جداً بالمقارنة مع الدول الأخرى حيث لا تزيد في المملكة على 8٪ فيما بعض الدول المجاورة تجاوزت ذلك بكثير إلى 50٪، وما زال أمامنا طريق طويل للحاق بهذا الركب. وأي مبادرة تؤدي إلى زيادة الانتشار فهي مبادرة جيدة، مثل مبادرة الهيئة المعروفة ب (توزيع مليون جهاز حاسوب) على الطبقات الوسطى ومحدودي الدخل في المملكة) وأضاف الحسين (ستسهم هذه المبادرة في تطوير المحتوى، حيث ستتنافس الشركات في تقديم مواقع ذات خدمات مميزة تجذب المستخدمين وترغبهم في الاتصال بالشركة التي تقدم خدمات أفضل، كمواقع الترجمة ورسائل الجوال، والاستضافة المجانية) وحول تسرب العملاء قال الحسين (سيهتم مزودو الخدمة في كسب ولاء المستخدم بتقديم برامج تسويقية تربطه بالشركة كبرامج النقاط التي يحصل عليها مقابل كل دقيقة أو ساعة اتصال). ويؤكد الحسين (يجب ألا نفهم من هذه المبادرة أن البطاقة مسبوقة الدفع ستتوقف، بل ستستمر لتلبية احتياج بعض المستخدمين، فمثلاً لو أراد رب أسرة أن يحدد دخول أبنائه إلى الإنترنت فيكتفي بالبطاقات دون الاشتراك في (إيزي نت) والتي لا يمكن تحديد ساعات الدخول فيها.) وحول تحسن الاتصال بسبب هذه المبادرة وافق الحسين على أنه (لن يكون هناك تطور كبير، كما قد يأمله بعض المستخدمين، فهذه المبادرة ستحسن الاتصال بين المستخدم ومزود الخدمة فقط، أما ما وراء ذلك، كالاتصال مع مدينة الملك عبدالعزيز أو شركة الاتصالات فإنها لن تتأثر). لا عذر للشركات الصغيرة بعد الآن الأستاذ «ماجد العريفي» من إدارة التسويق من سعودي نت قال : (هذا المشروع ناجح بالنسبة لنا ولكل الشركات لسبب معين وهو تخفيض نسبة التكاليف والتوزيع، فالمملكة واسعة وهناك أماكن يصعب الوصول إليها عند التوزيع، ففي السابق هناك شركات عندها قدرة على النجاح لكنها تعاني من ضعف التوزيع وعدم القدرة على المنافسة في الأسعار، فهذا المشروع جعل السعر موحداً والخدمة منتشرة بالتساوي، ولا عذر لأحد أن يتعلل بضعف التسويق والتوزيع، بل سيكون السوق ميداناً للأفضل ولمن يقدم خدمة اتصال جيدة وخدمات إضافية جيدة) ويؤكد العريفي على أن سهولة الرقم سبب مهم للانتشار، وينفي أن تكون الأرقام الجديدة البادئة ب 368 ستكون مثل التي كانت بادئة ب 360، وتوزيع الأرقام لم ينته حتى الآن. ولم يجزم بنسبة محددة لارتفاع المبيعات غير انه استبعد أن تكون النسبة كما صرحت بعض الشركات أنها ستصل إلى 60٪ وقال ( أعتقد أنه رقم مبالغ فيه )، لكنه يتوقع أن تتحسن المبيعات لكن هناك نقطة خطورة تتمثل في سهولة تسرب العملاء إلى الشركات الأخرى. مما يحتم على الشركات أن تسعى في كسب ولاء المستخدمين. أسباب انخفاض المستخدمين يجدر بالذكر أنه حسب رؤية بعض مديري شركات الإنترنت فإن أسباب انخفاض نسبة مستخدمي الإنترنت في المملكة ليس من ضمنها عدم توفر بطاقات الإنترنت، بل هي منتشرة جداً في الأسواق والبقالات والمكتبات ومقاهي الإنترنت، و لكن السبب الأكبر هو ارتفاع سعر الساعة الذي لا يقل عن 3 ريالات غالباً. وبمقارنة مع بعض الدول المجاورة، فإن أسعار الإنترنت لديهم تكاد تصل إلى الصفر. والسبب الآخر المؤثر هو كثرة مشكلات الاتصال الحالية، فإن سلمت من الانقطاع المتكرر للاتصال فلن تسلم من بطء شديد في التصفح والتحميل. وهو ما يصرف عن الاكتراث بهذه الخدمة. ومع صادق الرجاء بتكلل هذه المبادرة ( إيزي نت ) بالنجاح، فإن الإنترنت مازالت بحاجة إلى مبادرات كبيرة لتوسيع نطاق مستخدميها في المجتمع. [email protected]