يضطر مذيع نشرات الأخبار في بعض الأحيان لأن يتمالك نفسه أمام مشاهديه عند حدوث بعض المواقف المضحكة سواء داخل الاستديو أو متابعته لتقرير معين حتى لا يترك بصمة سيئة أمام مشاهديه، والشواهد على تلك الموقف كثيرة في الفضاء المليء بالقنوات المنوعة. وعلى العكس من ذلك إنسانية المذيع أو المذيعة وضميره تجبره في بعض الأحيان على أن ينسى أنه أمام كاميرا يشاهده عبرها الآلاف بل والملايين في لحظة واحدة، وتتجلى تلك الصورة أمام الأخبار والمواضيع الحزينة لينقل صورة معبرة عن مشاعر بعض المشاهدين لتلك الأخبار بوضعيتها وظروفها المختلفة. الجميع شاهد عبر الفضائيات العربية مشاهد القتل الوحشي والدمار الذي طال الأطفال والنساء والرجال والشيوخ منذ اللحظات الأولى للاجتياح الإسرائيلي لغزة، وفي اليوم الأول من القصف الإسرائيلي على القطاع أدى بمذيعة موجز الأخبار لقناة الشروق السودانية خولة حشاشنة في عدم استطاعتها على الكبح والسيطرة على نفسها بعد أن أجهشت في بكاء طويل خلال الموجز ولم تستطع إكمالها ولو لدقيقة واحدة، كما حدث مع مذيع قناة الجزيرة الفلسطيني جمال ريان بعد أن حاول حبس دموعه وكتم بكائه بعد مشاهدته لتقرير عرض فيه مشاعر أب فقد أربعة من أطفاله في قصف واحد متمتماً خلال قراءته للخبر التالي و اكتفى بضرب قبضة يده على خشبة الاستديو في نهاية الأخبار. تلك المشاهد التعبيرية الحزينة لم تكن الأولى كما جرى لجمال ريان وخولة حشاشنة والتي جاءت دون تصنع وتمثيل وبتأثر مباشر أصبحت أبلغ رسالة إعلامية تعبر عن مشاعر الملايين من المتابعين لأحداث غزة إلى العالم أجمع.