أنتهت الثلاثاء بمقر منظمة اليونسكو في باريس فعاليات المنتدى الأوروبي الأول للنهوض بتدريس اللغة العربية في الغرب بتوجيه دعوة إلى الدول الأوروبية والدول العربية والمنظمات الدولية والإقليمية التي تعنى بالتربية والثقافة إلى دعم الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في مختلف مراحل التدريس في الغرب واعتبار هذه العملية جزءا لايتجزأ من مشروع الحوار بين الحضارات. وأشاد المشاركون في هذه التظاهرة التي استمرت يومين اثنين بجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود لدعم اللغة العربية وتعزيزها في المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة. وقد تجسدت هذه الجهود أساسا عبر برنامج طموح يحمل اسم سموه ويهدف بشكل خاص إلى مساعدة المنظمة الدولية على تعريب أهم الأبحاث والمؤلفات التي تصدرها وإلى السعي إلى تعريب نصوص كل محاضر الجلسات والاجتماعات والتقارير الميدانية التي تعدها المنظمة وتنشرها بلغات أخرى. بل إن هذا البرنامج الذي ترعاه مؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية قد أسهم إلى حد كبير في تطوير خدمات اليونسكو عبر الإنترنت وفي إعادة الحيوية إلى قسم الترجمة الفورية باللغة العربية في المنظمة الدولية وجعله خلية تستفيد منها الخبرات العربية والعالمية المتخصصة في الترجمة الفورية من العربية إلى لغات أخرى أو العكس. وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في المنتدى الأوروبي الأول للنهوض بتدريس اللغة العربية في الغرب قد بحثوا في عدة مواضيع تتعلق بواقع تدريس اللغة العربية وآفاقه في أوروبا لغير الناطقين بها وتطوير مناهج التدريس والبرامج المتصلة باللغة العربية في الغرب وكذلك سبل حشد الإمكانات المالية الضرورية لنشر اللغة العربية في أوروبا ودور وسائل الإعلام في الترويج للعربية خارج العالمين العربي والإسلامي.. وقد شاركت عدة أطراف في الإعداد لهذا المنتدى ومنها أساسا منظمة اليونسكو والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومؤسسة غرناطة للنشر والخدمات التربوية. جائزة اليونسكو والملك حمد بن عيسى آل خليفة من جهة أخرى كرم مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا في مقر المنظمة الدولية الفائزين عام ألفين وثمانية بجائزة استخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال الحديثة في مجال التعلم. وهي جائزة أطلقتها المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة عام ألفين وخمسة ويرعاها ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. وتتمثل هذه الجائزة في شهادة تقديرية وفي مبلغ مالي قدره خمسة وعشرون ألف دولار. وأما الفائزان بالجائزة بالنسبة إلى عام ألفين وثمانية فهما الدكتورة المصرية هدى بركة المسؤولة في وزراة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بجمهورية مصر العربية والبروفسور جانغ ديمينغ رئيس الجامعة التلفزيونية بشانغهاي. وقد نالت مصر هذه السنة الجائزة بفضل عدة مشاريع تربوية أسهمت فيها الدكتورة هدى بركة ومنها واحد يسمى "المبادرة التعليمية المصرية". ويهدف المشروع إلى تمكين عشرات الآلاف من المصريين من التعلم عبر وسائط تكنولوجيا الاتصال الحديثة. وقد تمكن مطلقو المشروع من تطويره عبر ألفي مدرسة وسبع عشرة جامعة حكومية وألف ناد لتكنولوجيات الاتصال الحديثة. أما الفائز الآخر بهذه الجائزة فهو الجامعة التلفزيوينة الصينية بشنغهاي. فقد تمكنت هذه المؤسسة في السنوات الأخيرة من إطلاق برنامج متكامل للتعلم مدى الحياة عبر وسائط الاتصال والتربية الحديثة بالنسبة إلى شرائح كثيرة من المجتمع نجد فيها المتعلمين والأميين والنساء والشيوخ والراغبين في تطوير معارفهم أيا تكن مستوياتهم التعليمية والمهنية. ويمكن لهذا المشروع أن يكون نموذجا يحتذى به في العالم كله. نشير أخيرا في إطار أنشطة منظمة اليونسكو الهامة الحالية إلى عملية إشراف مديرها العام اليوم في مقر المنظمة على إطلاق السنة العالمية لعلم الفلك.