(الفنون البصرية) ليست كما يحسبها البعض فناً كمالياً وترفيهياً، لا علاقة لمبدعيها بما يدور من حولهم من أحداث ومشاهد، بل يذهب البعض إلى أبعد من ذلك بالنظر إلى أن مبدعي الفنون البصرية حبيسوا (مراسمهم) وجنونهم وذوو شخصيات مستقلة وانطوائية. والحقيقة أن مبدعي الفنون البصرية الحقيقيون هم من يتأثرون بما يدور من حولهم من أحداث وصراعات سواء كانت سياسية أم غيرها.. ولعل لوحة (الجرنيكا) التي رسمها بابلو بيكاسو، تنديداً للحرب الأهلية الإسبانية، تأتي كردة فعل لصوت الفنان ضد ما يدور حوله، فبيكاسو لم يقف مكتوف الأيدي ضد العنف والمجازر والفضائع التي حدثت خلال هذه الحرب، بل عمد برسم ألمه وحزنه بريشته ك "سلاح" قوي وفعال لوقف هذه الهمجية. - فعندما يصبح (الطفل) جثة هامدة لتمسك (الأم) أشلاءه بيديها المرتعشتين، وتصرخ (إلى متى)! .. وعندما لا ترى أعيننا غير لون الدم يسري في عروق عيوننا حتى يكاد أن يصيبنا بالعمى؟ .. وعندما يغيب (الضمير الحي)، لتفشي قلوب المزيفين والمجرمين وتعلو أصواتهم؟ .. وعندما يهرب (الوطن) خوفاً من أن يكشر الدمار عن أنيابه ويلتهم حصاده؟ .. وعندما تمتد إليك أيادي مبتورة، وأشلاء محترقة لتطلب العون، والغوث، بصمت مهيب؟ .. وعندما.. وعندما.. وعندما.. حتى تتعبك هذه الحروب.. لتقف وتتساءل: ماذا أفعل؟ (هل أقف متفرجاً.. أم أقف متوهجاً للصد والرد)!. - جودوا أيها الفنانون بكل ألوانكم، وضوئكم في سبيل التعبير عن هذه الوحشية، والمجازر الموجودة في (غزة)، واتحدوا.. يداً واحدة، وريشة واحدة، ضد هذا العدوان.. وقبل كل هذا.. علينا.. وعليكم بالدعاء لنصرة إخوانكم في فلسطين و(غزة).