سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المستهلكون قلقون من عودة السلع العالمية للانتعاش قبل استفادة الأسواق السعودية من الهبوط الحالي بعد انخفاض المؤشرات السلعية في الأسواق العالمية بنسبة 40.5 %
أظهرت بيانات أمس أن السلع الأولية في الأسواق العالمية والتي كانت حتى ستة أشهر مضت قبلة للمستثمرين وأداة استثمارية يفوق أداؤها أداء غيرها من أصول شهدت في عام 2008 أسوأ عام على الإطلاق إذ تزايدت وتيرة خسائرها في الربع الأخير. وتشير بيانات رسمية أن التضخم السنوي في السعودية تراجع إلى 9.5 في المائة في (نوفمبر) الماضي من 10.35 في المائة في أيلول (سبتمبر) 2008، لكن كثيرا من المستهلكين يشتكون من تمسك المستوردين بالمستويات المرتفعة للأسعار في الوقت الذي تواصل فيه أسعار السلع العالمية الهبوط الأمر الذي يحرمهم من الاستفادة من هذا الهبوط ويدفعهم لمطالبة الجهات المختصة لاتخاذ الوسائل، والآليات لزيادة استجابة الأسواق السعودية لتلك التراجعات، وعكسها على ارض الواقع. وأبدت أسواق المعادن الصناعية والنفط الخام بل والحبوب شجاعة مع انزلاق العالم إلى الركود وإقبال المستثمرين على بيع كل شيء يمكنهم بيعه أو تحف به المخاطر لتغطية خسائر شديدة في أسواق أخرى أو للادخار الأمر الذي محا ست سنوات من المكاسب شبه المتواصلة في غضون أشهر فحسب. وقادت السلع الاولية موجة الهبوط في النصف الثاني من العام وتراجعت أكثر من 50 في المئة منذ يوليو تموز أي مثلي الانخفاض الذي سجله مؤشر داو جونز الصناعي الامريكي. ويقول بعض المحللين إن السلع الاولية لن تنتعش على الارجح بالوتيرة نفسها التي يتوقع أن تشهدها أسواق أخرى في النصف الثاني من العام الجديد.وقال مارك بيرفان رئيس الابحاث في بنك استراليا ونيوزيلندا "في الوقت الحالي الثقة غير موجودة في سوق السلع. بكل تأكيد غير موجودة. وهذه الثقة ستبدأ عودتها عندما نبدأ رؤية انتعاش أسواق الاسهم مرة أخرى." وأضاف "الكثيرون من المستثمرين متوترون وفي بعض الحالات غير مستعدين للعودة حتى يروا علامات أخرى على الانتعاش."وفي الربع الاخير من العام 2008 انخفضت المؤشرات السلعية الخمسة التي يتابعها المستثمرون أكثر من غيرها للاستثمار في القطاع بنسبة 40.5 في المئة في المتوسط ليصل الانخفاض السنوي إلى 42.35 في المئة. وتغطي المؤشرات الخمسة أسواق الطاقة والسلع والزراعة.وقد انهارت المؤشرات ما يزيد على الثلثين عن المستويات القياسية التي بلغتها في أوائل يوليو تموز الماضي لتسجل خسائر نسبتها 25 في المئة في الربع الثالث وهو أول أداء سلبي لها بعد أربعة أرباع متتالية من الارتفاع حققت للمستثمرين بعضا من أفضل العوائد على مدار 35 عاما.