عند انتشار سرطان البروستاتا إلى أعضاء بعيدة عن منشأه الأصلي أي عن غدة البروستاتا فإن خيارات العلاج تنحصر في العلاجات التي تصل إلى جميع أعضاء الجسم . ومن العلامات المميزة لسرطان البروستاتا هو اعتماده في النمو على هرمونات الذكورة (التستستيرون ومشتقاته) لذا فإن من أكثر العلاجات فعالية هي العلاجات الهرمونية والتي تعتمد على حجب هرمونات الذكورة الموجودة في جسم الإنسان عن خلايا الجسم . ويمكن حجب هرمونات الذكورة عن سرطان البروستات المنتشر بعدة طرق من أبرزها وأسهلها استئصال الخصيتين (العضو المسؤول عن فرز هرمونات الذكورة) كما يمكن حجب هذه الهرمونات عن طريق أدوية تعمل على الغدة النخامية والتي تنتهي إلى تثبيط عمل الخصيتين وبالتالي تقليل إفرازات هرمونات الذكورة فيها . كم أن هنالك عقاقير تعمل على حجب هرمونات الذكورة عن الخلية السرطانية وبالتالي منع نموها وتكاثرها. ولكل من الطرق العلاجية السابقة مزاياه وسلبياته أو مضاعفاته، ولكنها جميعا ذات فعالية واحدة تؤدي في النهاية إلى حصول استجابة علاجية (خفض كمية الورم في جسم الإنسان) والتي يمكن الحصول عليها في أكثر من 80% من الحالات. و تستمر هذه الاستجابة عادة لمدة سنة ونصف إلى سنتين حيث تكون خلايا غدة البروستاتا مناعة من العلاجات السابقة وهذه المناعة تمكنها من التكاثر وزيادة الانتشار بالرغم من استمرار العلاج الهرموني. وفي مثل هذه الحالات يمكن الحصول على استجابة علاجية عن طريق تغيير نوع العقارالهرموني بعقار أقوى، أو إعطاء عقاقير تمنع إفراز هرمونات الذكورة التي تنشأ من الغدة الكظرية وبهذه العقاقير يمكن أن تحصل استجابة علاجية لحوالي - 3020% من الحالات وغالبا ما تكون مؤقتة . إن كل الطرق السابقة هي للسيطرة على المرض والتي إن لم تنجح عندها يلجأ الطبيب إلى استعمال العلاج الكيميائي والذي اثبت فعالية علاجية في ما نسبته 50% من حالات سرطان البروستات المنتشر وهي ما تسمى بالمرحلة الرابعة من مراحل الورم السرطاني . ويؤدي العلاج الكيميائي إلى تخفيف أعراض المرض والتمكن من السيطرة عليه لأطول فترة ممكنة (غالبا لا تزيد عن السنة). ويعتبر عقار (docetaxel ) من أكثر العقارات الكيميائية فعالية في هذا النوع من السرطانات ولكنه مع الأسف غالبا ما يتمكن المرض من الحصول على مناعة ضد العقاقير الكيميائية ومعاودة النمو والانتشار . وقد كشفت الأبحاث السريرية مؤخرا عن وجود عقار هرموني جديد يدعى abritarone acetate يمكن له السيطرة على السرطان في 50% من الحالات التي تتقدم برغم المعالجة الكيميائية، ويتوقع تواجد هذا العقار في الأسواق العالمية خلال السنوات القليلة القادمة . ويجب التنويه على أنه لا يمكن لأي من العلاجات المذكورة سابقا التخلص من سرطان البروستاتا المنتشر وتعمل أغلبها على السيطرة المؤقتة على المرض. @مركز الأورام