أشاد مجلس التعاون الخليجي بجهود مصر خلال ازمة غزة والازمات الاخرى، مديناً في نفس الوقت من يحاول بث الفرقة بين الدول العربية. وقال يوسف بن علوي وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع امين عام المجلس عبدالرحمن العطية عقب اختتام القمة الخليجية "ان الاتهامات التي وجهت إلى مصر تعتبر اتهامات باطلة ولا تمت للحقيقة بشيء فدور القاهرة ناصح ومصر هي "العكاز" الذي يتكىء عليه العرب، وبالتالي دور مجلس التعاون هو الوقوف مع مصر في أي موضوع وخاصة فيما يتعلق بغزة". وافتتح المؤتمر الصحافي مساء أمس بالوقوف تكريماً لشهداء غزة الذين استشهدوا في العدوان الغاشم عليهم من آلة الحرب الاسرائيلية. من جهة ثانية اكد عبدالرحمن العطية وخلال المؤتمر الصحفي بأن موضوع مقر المجلس النقدي الذي سيتحول ليكون البنك المركزي سوف تتم مناقشتها إلى منتصف عام 2009إلى حين وضع اللمسات النهائية على مقر المجلس النقدي. فإلى تفاصيل المؤتمر: @ لماذا خلا البيان الختامي من أي اشارة إلى موقف الدول الخليجية من دعوة قطر لعقد قمة طارئة بشأن الاوضاع في غزة، وهل خلو البيان من ذلك معناه وجود تباين بين دول المجلس بشأن القمة؟ - قال العطية جوابي سيكون ما قاله امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة الذي اشار إلى ان القمة يجب ان تنعقد في ظل هذه الظروف التي يقدم فيها اخواننا في غزة الضحايا وليس لديهم غطاء او مساعدة دولية وأعتقد اننا نحن الدول العربية - والكلام لأمير دولة قطر - علينا ان نقوم بواجبنا ونأمل كذلك ان تقوم كل الدول بتقديم المساعدة والدعم.. @ وعن عدم ورود رد في البيان الختامي لمقترحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي قدمها لقمة الدوحة وحقيقة وجود تباين في ذلك؟ - قال يوسف بن علوي اولاً انا لا اريد ان انقل رسالة من هذا المنبر لإيران في هذا الجانب ولكن العلاقات بين دول مجلس التعاون وإيران علاقات جوار وجوار مهم وهذا الحالة تتطلب ديناميكية مستمرة من المشاورات ومن الاتصالات والحوار بين دول هذا الجوار المتبادل واحسب اننا كلنا تربطنا علاقات متنوعة مع جمهورية ايران الاسلامية وان دول المجلس تثمن وتقدر عالياً هذه العلاقات لأنها علاقات سوف تكون علاقات باقية إنما التباينات فهي موجودة في وجهات النظر ومسارات بعض التوجهات ولا نستطيع ان نخفيها ولكن هذه التباينات ستظل مدار المشاورات والاتصالات بين دول ومجلس التعاون سواء كان ثنائياً مع طهران او بشكل جماعي الامر يحتاج لشيء من التبصر لأن هذه العلاقة مهمة وحساسة في الوقت نفسه ولذلك سوف تستمر دول المجلس في الحفاظ على هذه العلاقات وتطويرها كل ما كان هذا ممكن، اما المقترحات لها نفس المدلولات التي ذكرتها. @ وحول الاحداث في غزة وإمكانية عمل اكثر من مجرد الادانة؟ - قال الوزير بن علوي ان هذه الازمة حساسة وكل المتابعين يرون ان هناك جهوداً متعددة تبذل من اجل إحلال السلام في الشرق الاوسط والدول العربية ودول مجلس التعاون قد استقر رأيها بأن خيارها هو خيار السلام وهو خيار استراتيجي وبالتالي فإن مبادرة السلام العربية هي المبادرة التي تحكم المنظور العربي في هذا الشأن وبلا شك هذه الازمة محزنة وكلنا نشعر بأننا قصرنا ولكن ايضاً على العقلاء من القادة وعلى وجه الخصوص القادة الفلسطينيين ان يتبصروا في طريقهم وهم بصدد البحث عن الوصول إلى حقوقهم وإقامة الدولة الفلسطينية على افضل الوسائل لكي يستطيعوا انتزاع حقهم بإقامة الدولة الفلسطينية من براثن الاحتلال وكذلك ان يرتفع القادة الفلسطينيون فوق تعقيدات السياسة الفلسطينية ولاشك ان العرب يقفون معهم على هذا الطريق. @ وحول المسائل الاقتصادية المشتركة بين دول المجلس ومدى انجازها؟ - قال امين عام مجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية بأن السوق المشتركة التي تم الاعلان عنها في قمة الدوحة الماضية قد حددت مسارات عديدة لدول المجلس ومواطني دول المجلس للتفاعل والتعامل.. ولاشك ان من مزايا السوق المشتركة هو مزاولة الانشطة الاقتصادية وتنقل المواطنين..، اما فيما يتعلق بالجانب النقدي فإنه وبعد اعتماد قيام الاتحاد النقدي بين دول المجلس فإن هذا يشكل نقلة كبيرة في مسارات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس وأريد ان اشير هنا إلى الدور المهم والحيوي الذي تلعبه سلطنة عمان في مسيرة التكامل والتي وفت بكامل الالتزامها بشأن تنفيذ كل القرارات التي تتعلق بمسيرة التعاون الخليجي وهذا يشكل اضافة ايجابية.. وجميع الدول قد اتخذت في هذه القمة وبشكل جماعي بعض الاجراءات الهامة التي تؤدي إلى تحقيق التكامل. @ وعن موقع مكان إقامة البنك المركزي الخليجي والمصادقة على الاتحاد النقدي؟ - أوضح العطية بأن مكان البنك المركزي سوف يتم مناقشة إلى منتصف عام 2009إلى حين وضع اللمسات النهائية على مقر المجلس النقدي ثم البنك المركزي اما عملية المصادقة على الاتحاد النقدي فهذه سوف يتم الاخذ بالاعتبار بخصوصها إلى نهاية العام. @ هل هناك خلاف حقيقي حول دعوة قطر إلى قمة عربية، وما إمكانية مشاركة عمان فيها؟ - اوضح يوسف بن علوي بأنه لا يوجد خلاف خليجي حول دعوة قطر كما ان سلطنة عمان ستذهب للقمة الطارئة في حال تم التوافق على ذلك. @ وبخصوص جهود مجلس التعاون بخصوص مكافحة القرصنة؟ - أوضح العطية بأن هناك تنسيقاً بين دول المجلس والاطراف الدولية استناداً لقرار مجلس الامن بخصوص مكافحة القرصنة. @ وحول مسألة اسعار النفط وما تضمنه خطاب السلطان قابوس؟ - أشار ابن علوي إلى ان هذه مسألة تخص المنتجين والمستهلكين لذا فالرؤية التي طرحها السلطان قابوس بن سعيد كرئيس للدورة التاسعة والعشرين إنما هي تمثل توجهاً عالمياً هو التأكيد على وجوب ان يكون هناك توافق في هذه المسألة لأنها تتعلق بمصالح ومصالح الدول المختلفة وبالتالي النظر في هذا الامر اصبح من الضروريات. @ وعن إمكانية عقد قمة عربية في ظل ما يبث من تشويه لصورة بعض الدول العربية؟ - اكد ابن علوي بأن المجلس يدين كل من يحاول بث الفرقة بين الدول العربية واننا نشيد بدور جمهورية مصر العربية في هذه الازمة والكثير من الازمات كما ان الاتهامات التي وجهت إلى مصر تعتبر اتهامات باطلة ولا تمت للحقيقة بشيء فدور القاهرة ناصح ومصر هي "العكاز" الذي يتكىء عليه العرب، وبالتالي دور مجلس التعاون هو الوقوف مع مصر في أي موضوع وخاصة فيما يتعلق بغزة ونحن نعلم جيداً ان مصر رعت المنظمات الفلسطينية من اجل المصالحة وسترعى وستبقى هي الميدان الذي ينبغي للمصريون ان يتجهوا إليه لتحقيق اهدافهم وبدعم من اشقائهم العرب الاخرين وهناك مشاروات تجري بين القادة العرب وفي مقدمتهم فخامة الرئيس محمد حسني مبارك من اجل تنظيم وترتيب النتائج الايجابية للمؤتمر الطارىء. @ وعن مستجدات البرنامج النووي السلمي الخليجي؟ - اشار العطية إلى ان هذا البرنامج يسير وفق الخطة المرسومة وتم اعتماد دراسة الجدوى في قمة الدوحة الماضية وخلال هذه القمة تم اعتماد الاطر المرجعية للدراسة والعمل يسير، مضيفاً: هذا المشروع استراتيجي مهم يتطلب الكثير من الجهد وبالتالي فإننا في مرحلة الدخول في الدراسات التفصيلية لهذا المشروع الذي يلقى التأييد والدعم من قادة دول المجلس وهناك تعاون يتم بشكل حثيث مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واختتم ابن علوي المؤتمر الصحفي بقوله إن القضايا العربية تظل هي قضايا عربية وان جميع الدول في كل مكان من اجل دعم الموقف العربي وحماية المصالح والاشقاء في فلسطين وان هناك توجهات على غاية من الاهمية في مسألة جمع الاشقاء الفلسطينيين على طريق جديد.