لم تكن الطفلة "ولاية" ذات السبعة أعوام تدرك أن آخر خطوة تخطوها في الدنيا ستكون في طريق القدس المطل على حي المجيدية في مدينة القطيف، وقطعت ولاية الشارع مع أخيها ( 4أعوام) الذي ما زال يتعافى، بيد أن سيارة مسرعة لم تكن مضيئة لأنوارها دهستها وأخاها، ما أدى لقذفها جواً نحوالسبعة أمتار لتسقط في الطريق المقابل من نفس الشارع. ولا تعتبر حادثة ولاية والتي تسبب فيها أحد المدرسين الأخيرة في الطريق الذي يضطر الناس لقطعه مشياً في كل يوم، إذ يفيد شهود عيان أن السرعة التي يتجاوزها سائقون غالباً ما تكون وراء الحوادث، وتقترح صباح محمد، وهي فتاة كانت تمارس رياضة المشي وقت وقوع حادث ولاية وضع جسور مشاة للطريق الذي حدد المرور السرعة فيه ب" 80كيلومتراً في الساعة" كأقصى حد ممكن للسرعة، بيد أن سائقين يسيرون فيه نحو 130كيلومتر، مما يسبب الحوادث. وعلى رغم وفاة أشخاص تعرضوا لحوادث وصفت ب"الشنيعة جداً" على الطريق، إلا أن سائقين رأوا أن أفضل حل للحد من الحوادث وضع مطبات اصطناعية تخفف من السرعة في شكل قسري، فيما اتجه آخرون إلى ضرورة تثقيف السائقين بمخاطر السرعة أو وضع نقطة تفتيش تحد من السرعات الزائدة. وعلمت "الرياض" من رجال يعملون في مرور المحافظة ان بعض مشاكل الحوادث وأسبابها يكمن في مراهقين يقودون السيارة بسرعات عالية من دون أن يكترثوا للسرعة القصوى التي حددها المرور، بيد أن الدوريات المرورية تؤكد في شكل مطلق منحها المخالفات لمن يتجاوز السرعات المحددة على الطريق. وأشار رجال المرور إلى أن تجمهرات الحوادث تسبب لهم مشكلة في تقديم الخدمات، مشددين على قيامهم بواجبهم تجاه الحوادث التي تقع، والتي قد يذهب ضحيتها أبرياء يقطعون الطريق بغية الوصول للناحية الأخرى. إلى ذلك، يعتبر طريق القدس طريقاً رئيساً لا يمكن الاستغناء عن قطعه مشياً من الناحية العملية، وبخاصة أن محال تجارية ضرورية للمستهلك تقع عليه، كما أن حي المجيدية المطل عليه وحي الجزيرة القريب منه حيويان ومكتظان بالسكان الذين يطالبون بوضع جسور مشاة في نقاط محددة على الطريق. يشار إلى أن بعض الحوادث التي وقعت على طريق القدس شبيهة بحوادث الخطوط السريعة، إذ يتداخل هيكل السيارة في بعضه وكأن سائقها تجاوز سرعة ال 120كيلومترا في الساعة، وهي سرعة ترجح الوفاة بسبب شدة الارتطام.