عززت الولاياتالمتحدة ضغوطها لطرد رئيس زيمبابوي روبرت موغابي من السلطة بدعوتها الأممالمتحدة إلى ان تتولى زمام الأمور بدلا من الدولة "العاجزة" لمكافحة الكوليرا ومحاولتها اقناع جنوب افريقيا باغلاق حدودها مع جارتها. وقال السفير الأميركي في هراري جيمس ماكجي الخميس ان "الوضع خطير فعلاً. رجل واحد تحيط به زمرته يمسك البلاد رهينة وزيمبابوي في طور التحول سريعا إلى دولة عاجزة". واضاف "حان الوقت لرحيل موغابي. لم يعد مفيدا لزيمبابوي"، مكررا بذلك الدعوات إلى الاستقالة التي اطلقها الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في الأيام الأخيرة إلى استقالة رئيس زيمبابوي الذي يبلغ من العمر 84عاما قضى منها 28عاما في السلطة. من جهتها، اعلنت مديرة الوكالة الأميركية لمساعدات التنمية الدولية هنرييتا فور عن مساعدة اضافية تبلغ 6.2ملايين دولار لمواجهة وباء الكوليرا الذي ادى إلى وفاة 783شخصا منذ آب (اغسطس) الماضي حتى الآن. واوضحت ان الولاياتالمتحدة ستدعم بعثة عاجلة تقوم منظمة الصحة العالمية باعدادها لزيمبابوي. وقالت فور ان "الولاياتالمتحدة تدعم جهود التنسيق الدولي عبر تمويل مركز قيادة منظمة الصحة العالمية ومنصب المنسق الصحي في هيئة التنسيق في الأممالمتحدة". واضافت "نحل محل خدمات حكومية". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك ان رايس ستشارك الأسبوع المقبل في نيويورك في اجتماع لمجلس الأمن الدولي مخصص للوضع في زيمبابوي. واضاف "عبرنا عن رأينا بشكل واضح جدا. نعتقد ان كل الدول التي لديها نفوذ لم تستخدمه بشكل كاف، عليها استخدامه". وتتهم واشنطن نظام موغابي بالتسبب بهذه الأزمة الانسانية عبر رفضه تقاسم السلطة مع المعارضة بعد هزيمته في الانتخابات التي جرت في آذار (مارس) الماضي وتعتمد على مجموعة التنمية لافريقيا الجنوبية لاقناع رئيس زيمبابوي بمغادرة السلطة بدون هدر دماء. ويمتنع المسؤولون الأميركيون عن توجيه انتقاد علني لجنوب افريقيا الدولة الأكثر نفوذا في المنطقة والتي رفضت دعوة موغابي إلى الاستقالة حتى الآن. وقال ماكجي "ننتظر من جنوب افريقيا ان تلعب دورا فاعلا حول كل ما يجري في جنوب" القارة السوداء. واضاف "نواصل العمل بتكتم وفي الكواليس مع جنوب افريقيا ليتم ذلك". لكن مسؤولا في وزارة الخارجية الأميركية طلب عدم كشف هويته، دعا الدول المجاورة لزيمبابوي وخصوصا جنوب افريقيا إلى اغلاق حدودها مع زيمبابوي. وقال هذا المسؤول "قد يكون الأمر بسيطا إلى هذا الحد"، مشيرا إلى ان زيمبابوي دولة لا تطل على بحر ويرتبط اقتصادها بالمبادلات مع الدول المجاورة لها. واضاف ان "الاقتصاد الرسمي والاقتصاد الموازي سيعانيان من ذلك". وتابع "يكفي اسبوع واحد لتركيع اقتصاد هذا البلد". ويغرق هذا البلد الذي كان مستودعا حقيقيا للحبوب في المنطقة منذ ثماني سنوات، في ركود لا سابق له يتسم بتضخم هائل ونسبة بطالة تبلغ حوالى 80% وانقطاع مزمن في القطع والمنتجات الغذائية. وهذه الأزمة رافقها شلل سياسي منذ اعادة انتخاب موغابي رئيسا في حزيران (يونيو) الماضي. ولم يتوصل النظام والمعارضة إلى تفاهم حول تقاسم للسلطة على الرغم من اتفاق ابرم في ايلول (سبتمبر).