قالت صحيفة صينية رسمية ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيدفع "ثمنا باهظا" لاجتماعه مع الدلاي لاما في تصعيد لحملة انتقاد لاذعة بشأن اجتماع ساركوزي الذي استغرق نصف الساعة مع الزعيم البوذي المنفي. وتصف بكين الدلاي لاما بأنه "انفصالي" خطير لمطالبته بحق تقرير المصير لإقليم التبت وثار غضبها لاجتماع ساركوزي يوم السبت مع الزعيم المنفي البالغ من العمر 73عاما. وابلغ ساركوزي الدلاي لاما خلال اجتماعهما في بولندا ان اوروبا تشاركه مخاوفه بشأن وطنه الذي فر منه بعد انتفاضة فاشلة ضد الحكم الصيني في عام 1959وأمس الأول قال هي يافي نائب وزير الخارجية الصيني إن على فرنسا "ان تفهم بشكل كامل الضرر" الذي لحق بالعلاقات بين البلدين بسبب ساركوزي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام. وحذرت الطبعة الخارجية لصحيفة الشعب الصينية من ان بكين لن تنسي بسهولة هذا الاجتماع متهمة ساركوزي بالانتهازية والإضرار بمصالح الصين. وجاء في مقال افتتاحي في الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم "لقد تجاهل مناشدات الصين المتكررة ورفض بتعنت تغيير موقفه مصمما بوضوح على تعدي الخط الأحمر للصين". وتابعت الصحيفة "هذا الاستفزاز الخبيث يمس اهتمام الصين الأساسي بالوحدة الوطنية وسيقتضي حتما ثمنا باهظا". وكان الدلاي لاما قد اجتمع مع العديد من الزعماء الغربيين ومنهم الرئيس الأمريكي جورج بوش لكن يبدو أن استياء الصين يتزايد من الضغوط الغربية بشأن التبت كما يبدو أن غضبها ازداد لاجتماع ساركوزي مع الدلاي لاما بينما تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. ولم تقل الصين كيف يمكن أن تسعى لمعاقبة ساركوزي أو الضغط عليه لكن الأمر قد يجعل من الأصعب على الصين وأوروبا التعاون بشكل سلس في مواجهة الأزمة المالية العالمية وفي مساعي إحياء المحادثات المتعثرة بشأن تحرير التجارة العالمية. وقالت صحيفة الشعب إن تصرف ساركوزي "سيلحق ضررا في النهاية بكل مصالح الشعب الفرنسي والاتحاد الأوروبي". وانسحبت الصين فجأة من قمة مع زعماء الاتحاد الأوروبي لكنها تجنبت الحديث عن أي عقوبات أو مقاطعة. ولم تؤت دعوات صينية على الإنترنت لمقاطعة المتاجر المملوكة لفرنسيين أثرا يذكر. والاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري للصين وتسعى فرنسا لبيع الصين منتجات في مجالات عدة بدءا من تكنولوجيا الطاقة النووية وانتهاء بالسلع الكمالية. وتظهر أرقام الجمارك الصينية أن قيمة التجارة بين الصين وفرنسا بلغت 32.5مليار دولار في أول عشرة أشهر من العام الحالي بزيادة نسبتها 21.6في المئة عنها في نفس الفترة من السنة الماضية.